تميزت العلاقة الجزائرية المغربية الرسمية بالتفاهم والتضامن وحسن الجيرة في مراحل نادرة من التاريخ، ولكنها في الغالب اتسمت بالتوتر الذي بلغ درجة العداء والنزاع منذ ما قبل الوجود العثماني في الجزائر إلى غاية اليوم، ولعل إحدى أعنف الأزمات المعاصرة هي تلك التي نتجت عن تطبيع المغرب لعلاقاته مع الكيان الصهيوني مقابل اعتراف الولايات المتحدة الأمريكية بخضوع الصحراء الغربية للسيادة المغربية، ومع تراكُم دوافع القطيعة أعلنت الجزائر قطعها العلاقات الدبلوماسية مع الجارة؛ العلاقات التي كانت محل اهتمام الباحثين والدارسين المختصين في التاريخ وفي العلوم السياسية على حد سواء مِن كِلا البلدين، نظرا للأحداث والتقلبات الكثيرة والتأثيرات التي شهدتها عبر مختلف العصور، وفي سياق مُقارِب أصدر الدكتور “قادة دين البكيري” كتابه الموسوم ب “جزائريو المغرب؛ النخبة الجزائرية وتأثيرها بالمغرب الأقصى خلال القرن العشرين” ليثير بذلك نقاشا أكاديميا تاريخيا ليس بعيدا عن الأحداث الراهنة.