الكاتب: Meriem Saidani

المواطنة هو مصطلح مرتبط بالمدينة، فالمدينة التي هي اليوم الوطن أو الدولة، و تضم مجموعة من الأفراد تقوم بالاعتراف بهم كأعضاء بها عن طريق منحهم مجموعة من الحقوق و طلب منهم مجموعة أخرى من الواجبات. هذه الحقوق و الواجبات لم تمنح بسهولة لأفراد المجتمع، بل افتكت على مر القرون بعد مقاومات و ثورات في مختلف بقاع الأرض. صفة المواطنة إذن مرتبطة بالوطن، و الفرد في الوطن له جذور يمتد إليها، و بهذا الشكل، تكاد صفة المواطنة تورث كالجينات التي يعطيها الأجداد للاَباء، و الاَباء للأولاد، و هكذا. و بالرغم من تطور بعض التشريعات و القوانين في بعض الدول بإعطاء صفة…

قراءة المزيد

في أحد الأيام و أنا أمشي في الطريق، استوقفتني امرأة مسنة و هي تحاول إخافة بنت صغيرة أظنها حفيدتها لكي لا تخرج من السيارة. طلبت مني أن أقول للطفلة أن هناك غولة في الطريق و إذا خرجت سوف تأكلها. في الحقيقة، لم أر في عيني تلك الطفلة الصغيرة أي علامات الخوف، بل ما رأيته هو علامات استغراب من جدتها التي تستعين بغريبة من أجل خلق قصة غريبة لا تفهمها، لا تتقبلها. ما لا يمكن أن تفهمه الجدة هو أن الغولة التي كانت تجمح بها خيول أب أو أم  تلك الطفلة لم تعد تنفع اليوم مع هذا الجيل الصاعد. حكاية الغولة…

قراءة المزيد

في أسبوع  ربيعي، إذا أردت أخد سيارتك لتقوم بجولة في بعض المدن الجزائرية، سوف يتملكك إحساسين، الأول و أنت داخل المدن، و الثاني و أنت بين المدن. و أنت خارج المدن، ستصاب بالذهول، بالدهشة، بالانتعاش، بعلاقة سحرية مع الطبيعة لكثرة ما ستراه من إخضرار، من ألوان لأزهار، من سماء زرقاء عليها بياض سحب تتحرك كالقطن الناعم و ترسم أشكال حيوانات و أشياء أخرى كل حسب خياله و حسب زاوية نظره، من خرير وديان، من جبال راسيات بعضها مكسو و بعضها الاَخر عاري، من واحات تنعش الهواء و تسر النظر،….عندما تصل إلى المدن، تصدم، تختفي كل مظاهر الجمال، كل المدن الجزائرية…

قراءة المزيد

  في أحد الجلسات المشرفة جدا لصفوت المجتمع، في المكان الذي يسمى مجلسا شعبيا وطنيا، قام أحد النواب المهذبين جدا و هو طليبة بمدح زميله و هو بن خلاف بصفت المعوق. في الحقيقة، استحيت أن أقول أنه في مكانٍ كان من المفروض أن يجمع زبدة المجتمع لتمثيل الشعب و تشريع قوانين الدولة يقوم نائب بنعت زميل له بالمعوق، ليس لأن له إعاقة جسدية، بل قصد شتمه و سبه. مشكل كبير! لو كنا في مجلس يحترم نفسه، وأمام نواب يحترمون أنفسهم، لقامت الدنيا  ولم تقعد لأن أحد منهم قام بشتم اَخرباسم بفئة واسعة من المجتمع ربما الكثير منهم صوتوا عليه –…

قراءة المزيد

كان الموعد على الساعة العاشرة ليلا. بخطوات مهرولة التحقنا بالساحة المحاذية للمسرح الوطني في الوقت المحدد، لأنه تعودنا أنه في مثل هذه المواعيد يجب الالتزام بالوقت تحسبا لأي إجراءات ردعية . كانت الساحة تعج بالأشخاص، معظمهم وجوه معروفة ينتمون لنفس القطاع المهني، و أخرى معروفة لأننا نلتقي دائما في نفس المواعيد النضالية كلما نادى الواجب لذلك، سواء من المجتمع المدني أو مثلنا نحن، من الأحزاب السياسية المعارضة. الأغلبية الحاضرة كانوا ممثلين ومخرجين شباب من الجيل الجديد و صحفيين منتفضين ضد القرارات التعسفية الأخيرة لإيقاف حصص تلفزيونية جريئة وحجز زملاء صحفيين على ذمة التحقيق، و التضييق على حرية التعبير، و…

قراءة المزيد

و جاءت الصائفة، و كان مدخلها شهر رمضان. بعد أن أنهكتهم الفصول الثلاثة السابقة، انتظروا بفارغ الصبر هذا الفصل. الصيف؟ لماذا الصيف؟ مثله مثل الليل، يحبه من يمتهروا السرقة. و الناس نيام، و كل الأجسام مستسلمة للراحة بعد تعب و عناء يوم كامل، تقل اليقظة و يسهل التسلل إلى كل مكان. و كذلك الصيف، فترة الراحة و الاسترخاء، و ترك كل أمور الحياة العامة جانبا. من هم؟ الرجال الخفافيش، نسميهم هكذا لأننا لا نعرفهم و لأنهم يحبون الظلام، و يسعون أن تكون كل الفصول ظلمات لكي يتسنى لهم القيام بهواياتهم الليلية أو الصيفية على طول العام. هم لا يشبهون الرجل…

قراءة المزيد

سنة الحياة أن الأيام متداولة بين الناس، يغادرها أشخاص، ويرى النور فيها اَخرون. يبزغ جيل و يأفل جيل، و أفول الأجيال، في أفضل الأحيان طبعا، يترك من الرصيد ما يمكن الجيل الجديد من مواصلة عجلة البناء و التشييد. اليوم بعد 62 سنة من اندلاع ثورة التحرير، تتسارع حركية انطفاء شموع من كان لهم دور صناعة ملحمة الجزائر، و هم المجاهدين. صحيح أنه في المخيلة العامة أبطال الجزائر هم العربي بن مهيدي، علي لابوانت، حسيبة بن بوعلي،..ممن استشهدوا، و مجاهدين اَخرين مشهورين سطع نجمهم بين اَخرين كثيرين لعبوا أدوار كبيرة في مناطقهم، لم يسمع عنهم إلا في النطاق الضيق رغم التضحيات الجسيمة…

قراءة المزيد

بذور الأمل بماذا يحلم شبابنا؟ من يأخذ العناء ليتحدث و يسمتع لتطلعات عينة من شبابنا وواقعهم سيصاب بالذعر و الخوف الشديدين. الخوف ليس عليهم فحسب بل على مستقبل الدولة و بقائها. عمر الشباب هو عمر الأحلام و التطلع للمسقبل. المكتسبات التي تحصل زمن الدراسة يتم بلورتها في مشاريع تطبق على أرض الواقع. تجارب تنجح و أخرى تفشل و الفشل في بعض الأحيان هو أفضل انطلاقة إذا وجد الشخص الدعم، وإذا كان واثقا من قدراته.الدعم و الثقة لا يأتيان من الأفراد فقط، بل من منظومة موجودة مسبقا قائمة على أسس مدروسة تدعم الشباب و ترافقهم من أجل أن ينجحوا في حياتهم…

قراءة المزيد