يناير يلفت إنتباهنا في كل عام لشيء مهم للغاية. كل الثقافات التي عاشرت الثقافة الامازيغية في المنطقة المتوسطية إنقرضت. زالت الفينيقية و الفرعونية و الاشورية و السومرية و الحميرية جنوب الجزيرة العربية، عدا الامازيغية التي صمدت و لا تزال تصمد بفضل عوامل مؤثرة منها يناير. عادة توارثناها لقرون، تختلف الآراء حول حقيقتها بين التاريخ و الخرافة بين المنشأ و الاسطورة لا يهم مادام هذا اليوم يعبر عن رمز لتثبيت القصة و الحضارة، و الارتباط بالأرض، في عشاء يناير لا تُكنس الأرض كي يجد النمل ما يأكل و يُخَزن، عشية يناير عند جمع الزيتون يترك عُشر الشجرة كي تجد العصافير ما تأكل و لا يجنى الزيتون في اليوم الموالي لنفس الغاية. يقول الفيلسوف الروماني ايميل سيوران ” … الحضارة تبدأ بالخرافة و تنتهي عند الشك” ، نحتفل بيناير كي لا نشك، نحتفل للبقاء، لنخلد، حتى الديانات ارتكزت على أعياد اختلف المؤرخون في أصالتها للبقاء و الإستمرار ، لا نعرف ششناق و من هي العجوز التي حمل العيد إسمها و لا العنزة التي عاقب شهر يناير فبراير من أجلها بنزع يوميين من حصتها، ربما نعرف أن جول سيزار سمي هذا الشهر بيناير، فإذا قسمناه الى نصفين نحصل على “يون” و “ايور” و التي تعني بالامازيغية “الشهر الأول”. نحتفل نكتب لنستمر قال غابريال غارسيا ماركيز.
يناير مبارك ليس لأمازيغ العالم و فقط بل بكل من إحتفال به من آمن و شارك هذا اليوم بابتسامة بطبق كسكس أو غيره بكل من شعر بإنتماء لهذه الثقافة أو بوجودها، لكل من إبتسم لفرحة شعوب بيومهم الاسطوري الخرافي و التبركي بموسم فلاحي وفير، قد ننتهي لثقافة دون الانتماء لموطنها الجغرافي و السياسي، هكذا نناضل من أجل الحقوق الثقافية و هويات ثقافية مختلفة في العالم إختلاف ألوان هذه الثقافة الجميلة ، فالامازيغية جميلة بتعدد تقاليدها و لهجاتها و ألوانها و تفتحها على إفريقيا، المتوسط و الشرق الأوسط. عام سعيد و كل عام و أنتم بخير.
عزيز حمدي