يواجه سوق الهواتف الذكية العالمي، وفي مقدمته منتجات شركة “آبل”، احتمالًا حقيقيًا لارتفاع كبير في الأسعار، بعد فرض رسوم جمركية جديدة من طرف الولايات المتحدة على الواردات القادمة من الصين. هذا القرار، الذي يندرج ضمن استراتيجية إعادة التوازن التجاري، قد تكون له تداعيات مباشرة على أسعار أجهزة آيفون، ومنها تلك المتداولة في الأسواق العربية، بما في ذلك الجزائر.
وأفاد تقرير لموقع CNBC عربية بتاريخ 4 أفريل 2025، أن الإدارة الأميركية قررت فرض رسوم جمركية تصل إلى 54% على بعض المنتجات الإلكترونية المستوردة من الصين، وعلى رأسها الهواتف الذكية. ويأتي هذا الإجراء ضمن سلسلة من السياسات الاقتصادية التي تهدف إلى تقليص الاعتماد الأميركي على الصناعة الصينية، لكن نتائجه قد تطال المستهلك النهائي حول العالم.
وبحسب المصدر ذاته، فإن الهواتف الذكية من طراز iPhone 16 Pro Max – التي تُصنّع في مصانع “Foxconn” بالصين – قد تشهد زيادة محتملة في أسعارها من 1599 دولارًا إلى حوالي 2300 دولار، إذا قررت شركة “آبل” تمرير تكاليف الرسوم الجديدة إلى المستهلكين دون تقليص في هوامش أرباحها.
من جانبها، نشرت الجزيرة مباشر تقريرًا بتاريخ 5 أفريل 2025، أوضحت فيه أن هذه الزيادات قد تُترجم بزيادة تتراوح ما بين 30% و43% في سعر جهاز الآيفون الواحد، وهو ما يثير قلق المستهلكين خاصة في الأسواق الناشئة التي تعتمد بشكل كبير على الاستيراد، وتواجه في ذات الوقت ضغوطًا اقتصادية تتعلّق بسعر صرف العملة وتكاليف الشحن.
ماذا عن السوق الجزائري؟
رغم أن الجزائر لا تستورد أجهزة آبل بشكل رسمي، إلا أن السوق المحلية تعجّ بالهواتف الذكية المستوردة عن طريق الوكلاء أو الوسطاء من الأسواق الخليجية والأوروبية. وبالتالي، فإن أي تغيير في السعر العالمي سيؤثر بالضرورة على الأسعار المحلية.
في هذا السياق، يرى مختصون أن أسعار هواتف آيفون في الجزائر قد تشهد ارتفاعًا كبيرًا، خاصةً مع تقلبات سعر الدينار الجزائري مقابل الدولار، وارتفاع تكاليف الشحن والضرائب المحلية. ويُتوقع أن تتجاوز أسعار الطرازات الأحدث من آيفون عتبة 40 مليون سنتيم في بعض المتاجر، إذا ما طُبّقت الرسوم الجديدة بشكل كامل.
احتمالات المواجهة والتخفيف
في مواجهة هذا السيناريو، قد تلجأ “آبل” إلى حلول بديلة، مثل نقل جزء من سلسلة إنتاجها إلى دول أخرى في جنوب شرق آسيا، أو امتصاص جزء من التكلفة لتجنّب خسارة الحصة السوقية. كما قد تشهد السوق ازدهارًا في بيع الإصدارات القديمة أو المجدّدة من هواتف آيفون كخيار اقتصادي للمستهلكين.
محمد الطيب