حذر ممثل الجزائر لدى الأمم المتحدة، توفيق كودري، من تداعيات استمرار الاشتباكات المسلحة في مدينة الفاشر بالسودان، التي تستضيف مئات الآلاف من السكان، مؤكداً أن هذه الاشتباكات تؤدي إلى عواقب كارثية على المدنيين والمنشآت المدنية.
وأشار توفيق كودري إلى أن أحد آخر المستشفيات العاملة في الفاشر تعرض لهجوم من طائرات مسيرة يوم الجمعة الفارط، مما أسفر عن مقتل 70 مدنيًا.
وفي نفس السياق، دعا كودري إلى وقف فوري وغير مشروط لإطلاق النار في السودان، مؤكداً أن هذه الخطوة ضرورية لتمهيد الطريق أمام عملية سياسية سودانية حقيقية وهادفة.
كما شدد على أن الحل الدائم للصراع في السودان لن يكون في متناول المجتمع الدولي ما لم يتم وضع حد للتدخلات الأجنبية في البلاد، داعياً إلى إدانة هذه التدخلات بشكل حازم لضمان تحقيق السلام المستدام.
واستعرض كودري التصعيد الحاد في مناطق دارفور، محذرًا من إمكانية اتساع نطاق الصراع ليشمل الدول المجاورة.
كما أكد على أهمية تحقيق العدالة والمساءلة كجزء من الحل الشامل، مشددًا على ضرورة التكامل بين العدالة الانتقالية وجهود السلام في البلاد.
وفي هذا الصدد، رحب ممثل الجزائر باعتماد الحكومة السودانية الخطة الوطنية لحماية المدنيين، والتي تعزز سيادة القانون وحقوق الإنسان، كما أشار إلى أهمية تعزيز الهياكل القضائية الوطنية في السودان لضمان إرساء العدالة الانتقالية بقيادة سودانية.
وفي ختام مداخلته، أبدى كودري قلقه إزاء استمرار تجاهل قوات الدعم السريع لقرارات مجلس الأمن، مؤكدًا على ضرورة العمل بشكل جماعي لإيجاد آليات مناسبة تضمن تحقيق العدالة والسلام في السودان.
يذكر أن مجلس الأمن كان قد اعتمد بيانا رئاسيا بشأن تعزيز السلام واستدامته، تم نشره كوثيقة رسمية بين أعضاء المجلس.