تحوّلت قمة الدوري الجزائري التي جمعت شباب بلوزداد واتحاد العاصمة إلى ساحة للفوضى والعنف، بعدما طغت المشاحنات والاشتباكات على الجانب الرياضي من اللقاء.
وقد كانت البداية مع مشهد الاعتداء على مصور التلفزيون الجزائري بالألعاب النارية، قبل أن تتصاعد الأحداث إلى اشتباك بين مدرب شباب بلوزداد الصربي الألماني سياد راموفيتش و مدرب اتحاد العاصمة البرازيلي ماركوس باكيتا أثناء وبعد المباراة تحت أنظار الحكام ومحافظ اللقاء، في مشهد لم يحترم فيه المدربان الأجنبيان الأخلاقيات والضوابط في مشهد يعكس التوتر الذي ميز هذه المواجهة.
لم تتوقف المشاهد المؤسفة عند هذا الحد، فقد شهدت نهاية المباراة شجارًا عنيفاً بين محافظ اللقاء والمستشار الفني لفريق اتحاد العاصمة محمد حمدود، تبعه عراك بالأيدي، مما أضاف مزيدًا من الفوضى إلى الأجواء المشحونة.
من جهة أخرى كان لمحيوس، لاعب شباب بلوزداد الحالي والسابق لاتحاد العاصمة، نصيبه كبير من الشتائم خلال اللقاء ، رغم تاريخه الحافل مع اتحاد العاصمة وعلاقته بمناصريها ، في تصرف يعكس مدى التعصب الذي وصل إليه البعض من المناصرين في الكرة الجزائرية.
وقد شاهد القريب والبعيد حجم التجاوزات التي حدثت خلال اللقاء، إلا أن لجنة العقوبات في الاتحاد الجزائري لكرة القدم (الفاف) لم تصدر بعد أي قرار على عكس بعض القرارات السابقة التي كانت تتخذ في أوقات متأخرة من الليل أو خلال أيام العطل نظراً لانتشارها الواسع، فيما تطرح عدة تساؤلات حول نوعية العقوبات التي ستتخذها لجنة الانضباط الآن في وقت لم تقدم القرارات السابقة أي تغيير ولا ردع في ما يخص قضية العنف في الملاعب مما قد يعكس أزمة حوكمة واضحة داخل المنظومة الكروية الجزائرية.
ويطرح تكرار مثل هذه الحوادث تساؤلات جدية حول مستقبل الكرة الجزائرية، حيث لم تعد الملاعب فضاءً رياضيًا فحسب، بل أصبحت ساحة لصراعات خارج الإطار الرياضي.
وفي ظل غياب ردود فعل صارمة من الجهات المعنية، يخشى المتابعون من أن يؤدي التساهل مع مثل هذه التجاوزات إلى ترسيخ ثقافة العنف داخل الملاعب، وهو ما يهدد صورة الكرة الجزائرية محليًا ودوليًا.
عبدالصمد تيطراوي