طالب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى السماح للسفن الأمريكية، سواء العسكرية أو التجارية، بالمرور مجانًا عبر قناتي السويس وبنما، معتبرًا أن هذه القنوات “ما كانت لتوجد لولا الولايات المتحدة”. وقد أعلن ترامب عن تكليف وزير الخارجية ماركو روبيو بمتابعة هذا الملف وتنفيذه على الفور .
وتأتي هذه التصريحات في سياق تصاعد التوترات الجيوسياسية، حيث يُنظر إلى هذه الخطوة كجزء من استراتيجية ترامب لإعادة تأكيد النفوذ الأمريكي على الممرات البحرية الحيوية. قناة بنما، التي تربط بين المحيطين الأطلسي والهادئ، كانت تحت السيطرة الأمريكية منذ افتتاحها عام 1914 حتى تسليمها إلى بنما في عام 1999.
وقد أبدى ترامب في السابق رغبته في “استعادة” السيطرة على القناة، ولم يستبعد استخدام وسائل اقتصادية أو عسكرية لتحقيق ذلك .
أما قناة السويس، التي تمر عبرها حوالي 10% من حركة التجارة العالمية، فهي تحت السيادة المصرية منذ عام 1956.
وقد شهدت القناة مؤخرًا اضطرابات بسبب هجمات الحوثيين على السفن التجارية، مما أدى إلى تراجع كبير في الإيرادات الأجنبية لمصر وتفاقم الأزمة الاقتصادية في البلاد .
وقد أثارت مطالب ترامب تساؤلات حول مدى تأثيرها على العلاقات الأمريكية مع كل من مصر وبنما، خاصة في ظل الأهمية الاستراتيجية والاقتصادية لهاتين القناتين. كما قد تؤدي هذه التصريحات إلى توترات دبلوماسية مع دول أخرى تعتمد على هذه الممرات البحرية، وتُعيد فتح نقاشات حول السيادة الوطنية وحرية الملاحة الدولية.
ومن المتوقع أن تواجه هذه المطالب مقاومة من قبل الحكومتين المصرية والبنمية، اللتين تعتبران القناتين جزء من سيادتهما الوطنية ومصدرًا رئيسيًا للإيرادات. كما قد تُثير هذه الخطوة ردود فعل من المجتمع الدولي، الذي يراقب عن كثب تحركات الولايات المتحدة في المناطق الحيوية للتجارة العالمية.
ولم تصدر حتى الآن ردود فعل رسمية من القاهرة أو بنما بشأن تصريحات ترامب، لكن من المرجح أن تشهد الأيام المقبلة تحركات دبلوماسية لبحث هذه القضية وتداعياتها المحتملة على العلاقات الثنائية والإقليمية.