تسائل رئيس حركة مجتمع السلم عبد الرزاق مقري على صفحته على الفايسبوك قائلا “ماذا يعني قول سلال: ترامب جابها بذراعو؟
لا أدري ماذا يقصد سلال بالضبط ولكن الذي فهمه الكثير أنه يقصد من هذا القول بأنها رسالة موجهة للجيش، أي أن ترامب تمرد على المؤسسة التي كانت تصنع الرؤساء فيل الولايات الأمريكية المتحدة وفرض نفسه عليها بماله وأن هذا قد يقع كذلك في الجزائر.
الذي يجب ان يفهمه الجميع أن الانتقال من تحكم العسكر في السلطة إلى تحكم رجال الأعمال فيها ليس هذا الذي يتمناه الجزائريون وليس هذا الذي كافح من أجله أجيال من عشاق الحرية والمناضلين الوطنيين ضد الفساد و المكافحين من أجل تطوير البلد وازدهاره، هذا الانتقال إلى تحكم رجال الأعمال كأمثال ترامب هو أسو ما يمكن أن يقع في الجزائر. إن الانتقال إلى نظام رأسمالي متوحش يتحكم فيه عدد قليل من رجال الأعمال معناه انتشار الفقر بأحجام واسعة، ويصبح المطلوب من الجيش الذي كان يصنع الرؤساء أن يكون وسيلة في يد رجال الأعمال لقمع الجماهير المسحوقة حتى ترضى بأوضاعها المزرية وأنها عليها أن تختار بين الفقر أو الأمن. لا أظن أن المؤسسة العسكرية ستقبل هذا الدور المهين، المؤسسة العسكرية هي جيش وطني شعبي فيه أبناؤنا وأهلنا من كل نواحي الوطن، ليس تابعا لجهة أو عرق أو تيار فكري وسياسي غير تيار بيان أول نوفمبر الذي يستوعب كل الأحزاب الوطنية بمختلف توجهاتها وحساسياتها. إن التجربة بينت بأن الحل الوحيد للخروج من الأزمة هو السيادة الشعبية التي تصنع الموازين السياسية الحقيقية ثم التوافق لمواجهة الأخطار المقبلة. نحن لا نريد الانقلاب على الجيش كما فهم لدى الكثير من هذه العبارة ، سواء كانت مقصودة أو غير مقصودة، نحن نريد من المؤسسة العسكرية أن تكون مرافقة للتغيير نحو السيادة الشعبية والتوافق بين مختلف القوى الوطنية، وستبقى عندئذ هي المؤسسة المحبوبة المحترمة المقدرة لدى كل الجزائريين كما هو حال الشعوب في كل دولة من دول العالم المتحضر.
في المنشور المقبل: الفرق بين النظام الاقتصادي الجديد الذي تريده حكومة سلال ومعالم النظام الاقتصادي الذي نقترحه.”