تستعد قاعة دنيازاد (Ex-Rex) هذا المساء لاستقبال عشاق الفن السابع في أمسية سينمائية استثنائية، حيث ستُفتح الستائر أمام عرضين فريدين يعيدان رسم ملامح الذاكرة السينمائية والتاريخية للمدينة.
فيلم الشيخ العربي التبسي: نافذة على التاريخ
يفتتح البرنامج بالعرض الأول للفيلم التاريخي الشيخ العربي التبسي، الذي أخرجه محمد والي، والذي يتناول سيرة أحد أعلام الجزائر في نضاله ضد الاستعمار الفرنسي. من المتوقع أن يكون الفيلم إضافة قيّمة إلى قائمة الأعمال السينمائية التي توثق الشخصيات الوطنية، خاصة في ظل الاهتمام المتزايد برواية التاريخ عبر الشاشة الكبيرة.
المفاجأة الكبرى: شريط سينما الهواة من 1987
أما المفاجأة الكبرى للسهرة، فهي عرض شريط نادر من إنتاج التلفزيون الجزائري – محطة وهران عام 1987، يُعرض لأول مرة بعد 37 سنة، وهو وثائقي يوثق سينما الهواة في غليزان، ويروي مسيرة المخرج الراحل خيرالدين غنام، أحد رواد التجربة السينمائية في المدينة. يحتوي الشريط على مشاهد فريدة لغليزان في أواخر الثمانينات، لم تُعرض سابقًا، مما يجعله شهادة بصرية ثمينة عن حقبة زمنية مميزة.
سينما الذاكرة والهوية
من خلال هذا الحدث، لا يقتصر دور السينما على الترفيه، بل يصبح وسيلة لاستعادة الذاكرة الجماعية وتعزيز الهوية الثقافي، وستتاح الفرصة للحاضرين للمشاركة في نقاش مفتوح بعد العروض، حيث سيتناول المتحدثون الجوانب الفنية والتاريخية للأفلام المعروضة، وسط تفاعل الجمهور الذي يُتوقع أن يكون متنوعًا بين عشاق السينما والمؤرخين والباحثين في التراث البصري.
دعوة لإحياء الفن السابع في المدينة
تأتي هذه التظاهرة في ظل محاولات إنعاش النشاط السينمائي في غليزان وإعادة الاعتبار للقاعات السينمائية التي كانت يومًا ما منارات ثقافية نابضة بالحياة، ورغم التحديات، يبدو أن الفعل السينمائي بدأ يجد طريقه مجددًا عبر مبادرات تسعى إلى ترميم الجسور بين الجمهور والشاشة الكبيرة.
الحدث مفتوح أمام الجميع، وهو فرصة نادرة لعيش تجربة سينمائية تتجاوز حدود الترفيه إلى استكشاف التاريخ والذاكرة عبر عدسة الفن السابع.
محمد الطيب