عاد اسم عمر غريب في توقيت غريب إلى الواجهة الإعلامية، لينتقد الشركة المالكة وإدارة نادي مولودية الجزائر ومدربه التونسي خالد بن يحي، وذلك في وقت يحقق فيه “العميد” نتائج ممتازة ويتربع على صدارة الدوري مما جعل العودة مثيرة للتساؤلات تطرح علامات استفهام كبيرة حول الأهداف الحقيقية من وراء هذه التصريحات، خاصة أن غريب شخصية ارتبطت بها فترات مضطربة في تاريخ النادي العريق.
واختار عمر غريب، المنسق العام السابق للمولودية، توقيتاً غريباً لانتقاد الإدارة والمدرب خالد بن يحي، وذلك قبل أيام قليلة عن مواجهة أورلاندو بيراتس لحساب إياب ربع نهائي دوري أبطال أفريقيا ، لكن الغريب في الأمر أن هذه الانتقادات تأتي في وقت يظهر فيه الفريق تحسناً ملحوظاً في الأداء ويحتل المركز الأول في البطولة المحلية، فهل فعلاً الهدف من هذه التصريحات دعم الفريق أم زعزعة استقراره؟
كما انتقد غريب الإدارة الحالية للنادي، متجاهلاً أن المولودية تشهد حالياً استقراراً إدارياً ونفسياً نادراً، وهو ما انعكس إيجاباً على نتائج الفريق الذي حقق لقب البطولة بعد أزيد من عشر سنوات ، لكن يبدو أن غريب، الذي عُرفت فترته بإدارة مليئة بالفضائح والإخفاقات، يريد أن يذكر الجميع بوجوده عبر انتقادات لا تقدم أي حلول عملية.
ومن يتتبع مسيرة عمر غريب في إدارة المولودية يكتشف أنها كانت مليئة بالإخفاقات والخلافات. فخلال فترة تسييره، عانى النادي من أزمات مالية وإدارية حادة، كما شهدت علاقته مع اللاعبين والجماهير توترات متكررة. واليوم، يعود غريب ليتحدث عن “كفاءته” في التسيير، متناسياً أن فترته كانت من أسوأ الفترات في تاريخ النادي.
كما أن اتهامه لشركة سوناطراك بالإخلال بالاتفاق المالي يبدو محاولة لتحميل الآخرين مسؤولية إخفاقاته، خاصة أن النادي عانى من سوء التسيير وغياب الرؤية الواضحة في عهده بل وغياب الألقاب التي صنعتها أسماء خلدها التاريخ من خلال دعمها المادي والمعنوي على غرار جواد رحمه الله سنة 2010.
والأخطر في هذه التصريحات هو توقيتها، حيث كانت في لحظة يتربع فيها الفريق على عرش الدوري الجزائري، وقبيل مباراة مصيرية مما يطرح تساؤلات حول دوافعها الحقيقية. فبدلاً من دعم الفريق في منافساته، يظهر غريب دائماً ليخلق أجواءً من التشويش وعدم الاستقرار، وهو ما يعيد إلى الأذهان أساليبه القديمة في إثارة البلبلة.
وقد أثارت عودة عمر غريب هاته عبر انتقادات غير بناءة الشكوك حول نواياه الحقيقية، خاصة في ظل الأداء المميز الذي تقدمه المولودية حالياً بحيث يبدو أن الهدف ليس تصحيح الأوضاع، بل إثارة الفوضى في نادٍ يحاول الخروج من دوامة حقب من الإخفاقات، مما يفرض على الجماهير والإدارة ألا تنخدع بهذه المحاولات، والتركيز على دعم الفريق الذي يقدم أداءً مشرفاً ويستحق التشجيع من خلال الوقوف في وجه الأطراف الساعية إلى التشويش.
عبدالصمد تيطراوي