بعد أن تَمتْ تَعريةُ كلُ الأشياء، أصبحناَ فجأةً أمام نظام يُحاولُ محاربة الفساد، يَحترمُ الدستور، يُؤكد على الإنتخابات و يُدعو للحوار كمخرجاً للأزمة. هذا ما لم يَسْتَوْعبُهُ الشعب، أمر يُصعبُ تَصديقهُ بعد عقود من حكم فاسد. شعبٌ واعي، يَعرفُ من هو، وما الذي يُفترض أن يُطالبَ به، يَدركُ أهداف النظام الفاسد و لا يَغفرُ لمن يَسخرُ منه.
فالمشكل مشكل ثقة، فهناك فجوةٌ كبيرةٌ بين النظام والشعب. فإصدار المستمر للبيانات الرسمية، وشّن حملةً من الإعتقالات لا تكفي وحدها لمحاربة الفسـاد، ولا لاسترجاع ثقة الشعب التي نالت منها عقود من السياسات الفاسدة. فالبنسبة له كل الأشياء التي يُمكنْ فعلها، وكل الأشياء التي يُمكنْ قولها تَبدُو بلا معنى مادامت لا تَنصبُ في لائحة مطالبه. فهو لن يَقبلَ من أقل من جمهورية جديدة مع حرية كاملة، وعدالة تامة و كرامة إنسانية محترمة.
شعب عندما يُقرر لايَحق لأحد أن يَقفَ في طريقه، شعب قرر أن لا يَصمت، لأنه يدرك جيدا أنه لابد من تطهير البلاد من بقايا النظام الفاسد، ولا يمكن بناء جمهورية جديدة بديمقراطية عرجاء.
شعب عندما خرج قرر أن لا يرجع إلا وهو منتصراً.
بقلم راضية بوديسة