شهدت مدن الساحل السوري، ليلة الخميس، تطورات عسكرية غير مسبوقة، بعد اشتباكات دامية استهدفت قوات الأمن العام التابعة للإدارة السورية في دمشق، وأسفرت عن سقوط أكثر من 30 قتيلاً من عناصرها.
وقد تزامنت الهجمات ا في عدة مناطق مما أثار تساؤلات حول الجهة المنفذة، قبل أن يظهر بيان مفاجئ يعلن عن تشكيل “المجلس العسكري لتحرير سوريا”، بقيادة القيادي السابق في “الفرقة الرابعة”، غياث دلا.
ووفقاً لمصادر ميدانية، فقد اندلعت الاشتباكات في مدن طرطوس، اللاذقية، وبانياس، مما دفع حكومة دمشق الانتقالية إلى إرسال تعزيزات عسكرية ضخمة إلى تلك المناطق في محاولة لاحتواء الوضع. ومع وصول هذه التعزيزات، فجْر الجمعة، أعلنت قوات الإدارة السورية الجديدة عن بدء عمليات تمشيط موسعة في ريف جبلة، حيث تشير التقارير إلى أن مجموعات مسلحة محسوبة على نظام الأسد السابق، تمكنت من التمركز هناك، مستخدمة أسلحة ثقيلة.
وأظهرت تسجيلات مصورة انتشار هذه المجموعات، التي وصفتها الإدارة الجديدة بأنها “فلول النظام السابق”، متوعدة بإنهاء وجودها في المنطقة.
وبعد ساعات من اندلاع الهجمات، نشر بيان عبر مواقع التواصل الاجتماعي أعلن عن تأسيس “المجلس العسكري لتحرير سوريا”، الذي تكلم عن ما أسماه بتحرير كامل الأراضي السورية من جميع القوى المحتلة والإرهابية وإسقاط النظام القائم وتفكيك أجهزته الأمنية والعسكرية وكذا إعادة بناء مؤسسات الدولة على أسس وطنية وديمقراطية.
واستخدم البيان لهجة تصعيدية ضد الإدارة السورية الجديدة، متهماً إياها بـ”إعادة إنتاج النظام القديم بوجوه جديدة”.
وقد حمل البيان توقيع غياث دلا، أحد أبرز القادة العسكريين في نظام الأسد السابق، والذي اختفى عن الأنظار بعد سقوط النظام، إلى جانب عشرات من القادة الأمنيين والعسكريين.
ويعتبر دلا القائد الفعلي لما عُرف بـ”قوات الغيث” ضمن “الفرقة الرابعة” التي كان يقودها ماهر الأسد، شقيق رئيس النظام المخلوع. ووفقاً لموقع “مع العدالة”، فقد كان دلا من أبرز الشخصيات الموالية للمحور الإيراني داخل النظام السابق، حيث نسّق عملياته مع ميليشيات “حزب الله” اللبناني و”فيلق القدس” الإيراني، خصوصاً في معارك المليحة، الزبداني، وريف دمشق.
كما لعب دوراً رئيسياً في السيطرة على مناطق الجنوب السوري عام 2018، حيث دمج عناصر إيرانية وأفغانية ضمن قواته، مانحاً إياهم زياً عسكرياً مشابهاً لقوات “الفرقة الرابعة”، في محاولة للتمويه.
ومع استمرار عمليات التمشيط التي تنفذها قوات الإدارة السورية الجديدة، وتصاعد التحركات المسلحة لمجموعات محسوبة على النظام السابق، تبدو المنطقة مقبلة على مرحلة جديدة من الاضطرابات العسكرية، خاصة في ظل ظهور “المجلس العسكري لتحرير سوريا”، الذي قد يمثل بداية تشكل قوة معارضة مسلحة جديدة.
عبدالصمد تيطراوي