من بين الإنجازات التي حققها برنامج الفخامة هو الإنتقال بالجزائر من دوله إستبدادية إلى دولة مدنيه وقوة إقليمية هامة أصبحت تؤثر في السياسات الجيوستراتيجية للدول و الأفراد و الأحزاب و الجرائد و الفضائيات و الحصص التلفزيونية ، و لمن يجحد هذا الإنجاز نقول له أنت ناكر للجميل و سنقوم بتذكيرك بمظاهر الدولة المدنية ، و أول مظاهر القوة الإقليمية هو تقديم الجيش لقانون سمي بقانون التحفظ حيث يمنع (ركزلي على يمنع ) بموجبه الضباط المتقاعدين من الخوض في السياسة خشية إفشاء أسرار الجيش و كأن الجيش له أقمار صناعية سابحة في الفضاء و منظومة نووية كبيره وصناعة حربيه متطورة ، فالعالم كله يراقبنا بأقماره المتناثرة في سماءنا ، و القطع الحربية نحن نشتريها من عند من نخاف إطلاعه على أسرارنا ، و ثاني مظهر هو ر الإنتخابات الذي تم المصادقة عليه و الذي يساوي بين القائمة الحرة و الحزبية و يشجع على التسرب الحزبي و اللاإنظباط حزبيا ، كما أنه يعتمد على لجنة لمراقبة الإنتخابات معينة من صاحب الفخامه ، و هذه وحدها كفيلة بإبقاء الوضع على ما هو عليه إلى أن يرث الله الأرض و من عليها مالم نتحد وتتحرك ، أما ثالث مظهر من مظاهر الدولة المدنية هو سجن الصحفيين و تشميع الإستيديوهات و غلق القنوات و الحصص التلفزيونية ( مع إعتراضي على محتوى بعض هذه الحصص) و لا تتحرك هذه الدولة (المدنية) عندما يصف نائب برلماني أحد الوزراء بانه إبن حركي ، أوعندما يصرح نجل رئيس سابق للبلاد بأن التوفيق و العماري هما من قتلا أباه وكأن الأمر لا يعنيها، أما رابع مظهر هو الزيادات المتوقعة و الإعداد لقانون مالية تكميلي و فرض ضريبة على السكن و المحلات ، و الزيادة في الكهرباء و الغاز وإنتهاج سياسية قُطاع الطرق من طرف الحكومة، و مظهر آخر من مظاهر القوة الإقليمية هو الإقتراض من رجال أعمال بنوا ثروتهم من القروض الميسرة و إستفادوا من الريع، حيث استفادوا من قروض ضخمة بفوائد تقدر ب 3 بالمئة ، و هم الأن يشترون سندات القرض السندي بفوائد 5 بالمئة يعني ( من لحيتو بخرلو ) ، كل هذه المظاهر تقودنا إلى الإستنتاج بأن هذا النظام قرر أن يسترجع كل شيئ وقد نجد نفسنا امام عهد الحزب الواحد ، و لا ننسى أن النظام أخرج قواته في الثمانينات لإجهاض إحتجاجات الربيع الأمازيغي كما أخرجها مرة ثانية في أكتوبر 88 و مرة ثالثة في جانفي 92 ، و لن يتوانى في إخراجها مرى أخرى إذا أحس أن الأمور ستفلت من يده خاصة أن الظروف الدولية مشجعة فما فعله السفاح السيسي و بشار الأسد في شعبيهما أمام مرأى و مسمع القوى الدولية دون تحريك ساكنا ، سيكون بمثابة طوق النجاة لهذا النظام الذي لا يملك من أمره شيئا ، كونه لا يعدوا أن يكون سوى حارسا للحديقة الخلفية للمستعمر القديم ، و من تسول له نفسه بالإقتراب من بئر الحديقة لن يسمع الا القوات تتقدم.
بقلم فاتح بن حمو