بعد أن تم رميه إلى مزبلة التاريخ، أطل علينا البُويدق والمُرتزق أنور مالك، المثير للجدل، بكذبة جديدة، مفادها هروب كبار الشخصيات والمسؤولين الإيرانيين إلى الجزائر، والهدف من وراء هذه الخرجة البهلوانية، يدخل في إطار المخططات الفاشلة التي طالما رسمها أسياده ومشغليه في المخزن، لإيجاد الحجة والذريعة حتى يتم اتهام الجزائر بدعم “محور الشر” كما يحلو للغرب تسميته.
هذا السيناريو الكاذب تم تدبيره في استوديوهات الدعاية المنفصمة للنظام المخزني الذي يُواصل دعمه المادي لمجرمي الكيان الصهيوني في مخططهم لإبادة الشعب الفلسطيني رغم معارضة غالبية الشعب المغربي الذي ينزل يوميا إلى شوارع المدن المغربية للتنديد باستمرار باتفاقيات إبراهيم منذ ديسمبر 2020.
قلنا أن هذا السيناريو الكاذب الجديد الذي يُروج له المرتزق أنور مالك، يدخل في إطار حملة التشهير التي تقودها ضد الجزائر وشعبها ومؤسساتها دوائر نظام المخزن واللوبيات الصهيونية وأصحاب الحنين للاستعمار الجديد والجزائر الفرنسية من أمثال برنارد لوغان، أيديولوجي الحروب العرقية، والذين لم يهضموا بعد، رؤية الجزائر القوية تُدافع عن القانون الدولي داخل مجلس الأمن الأممي، من خلال الدعوة إلى الحق غير القابل للتصرف للشعبين الفلسطيني والصحراوي في استعادة الاستقلال والحرية، وبالتالي إدانة النظامين الصهيوني والمخزني اللذين يواصلان سياساتهما العدوانية والعدائية تجاه جيرانهما وكذلك سياساتهما التوسعية والاستعمارية.
يُذكر أن البيدق أنور مالك كان قد دفع 14 ألف يورو لدعوة الصهيوني إيدي كوهين، في حصة مثيرة للجدل يُنشطها لنفث سمومه على الجزائر وشعبها، وكان قد كذب بالفعل بشأن وجود الإيرانيين ومقاتلي حزب الله في مخيمات اللاجئين الصحراويين في تندوف، بهدف تشويه صورة حركة تحرير كالبوليساريو، التي يعتبرها المجتمع الدولي الممثل الوحيد والشرعي للشعب الصحراوي في عملية تقرير المصير التي ترعاها الأمم المتحدة للشعب الصحراوي.
ولم يتردد المرتزق أنور مالك للترويج لأكاذيب نظام المخزن التي ادعت وجود مقاتلين صحراويين في سوريا. وهي الأكاذيب التي سرعان ما نفاها النظام السوري الحالي، وكذلك مستشار الأمن القومي الأمريكي السابق ومندوب الولايات المتحدة السابق لدى الأمم المتحدة، جون بولتون.
وقبل أشهر، وفي حصته التي استضاف فيها الصهيوني إيدي كوهين، مُتيحا له منصة لمهاجمة الجزائر وشعبها ومؤسساتها. دعا الصهيوني كوهين إلى تفكيك الدولة الوطنية الجزائرية، وراح يُشيد بدعم الكيان الصهيوني لمنظمة “ماك” الإرهابية. وأكد قائلاً: “أنا مع نضال حركة استقلال القبائل”، وأوضح أنه أحد الناشطين على مواقع التواصل الاجتماعي الذين ينشرون أخباراً كاذبة ويقودون حملة شرسة ضد الجزائر وجيشها الوطني الشعبي. وأقر قائلاً: “أتدخل على مواقع التواصل الاجتماعي تحت أسماء مستعارة”، مكرراً بأعلى صوته أن الجزائر “لا يحق لها حرمان إنريكو ماسياس من زيارة بلده الأصلي لمجرد أنه يهودي”.
وكان أنور مالك أيضًا مهندس التغطية الإعلامية لعملية “الاختطاف” السخيفة للبيدق والمرتزق الآخر الخائن هشام عبود. والتي تبيّن لاحقًا أنها ليست سوى مسرحية لحرب داخل أجهزة المخابرات المغربية بين دوائر عبد اللطيف الحموشي، رئيس مديرية مراقبة التراب الوطني والمديرية العامة للأمن الوطني من جهة، وياسين المنصوري قائد المخابرات الخارجية من جهة أخرى.
في الختام، أنور مالك، المثير للجدل، هو بامتياز نموذجٌ للمرتزق الذي يأكل من كل الصحون. ولقد حوّل رسالة الصحافة النبيلة إلى عملٍ منحرفٍ هو “الدعارة”. وليس من قبيل الصدفة أن يُذكر اسمه كمُشعل فتيل الحملة الحربية التي شُنّت عام 2011 في سوريا ضد الشعب السوري، بمناسبة تقريره الكاذب الذي كتبه في الدوحة بمناسبة مشاركته في لجنة الجامعة العربية المُشكّلة لتسليط الضوء على الأحداث التي هزّت بلاد الشام.
وبعد أن استمتع كثيراً بكرم القادة القطريين، انقلب أنور مالك على الدوحة لصالح المملكة العربية السعودية بمناسبة اختفاء الصحفي جمال خاشقجي، مهاجماً القادة الأتراك والقطريين، لإرضاء محمد بن سلمان والاستفادة من “كرمه”.
وبعد انتهاء هذه القضية، أصبح ناطقا باسم نظام المخزن وحليفه الصهيوني مثله مثل هشام عبود الملقب بـ”راقصة العيون”، بالدعوة إلى تفكيك الدولة الوطنية في الجزائر، والدعوة إلى التطبيع مع الكيان الصهيوني، والتخلي عن الدفاع عن القضايا العادلة في فلسطين والصحراء الغربية.
زكرياء حبيبي