ذكرت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وجه دعوة إلى الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي والملك عبد الله الثاني ملك الأردن لزيارة البيت الأبيض الأسبوع المقبل. تأتي هذه الدعوة في وقت حساس، بعد أيام فقط من تصريحات مثيرة للجدل أطلقها ترامب حول إمكانية تهجير الفلسطينيين من غزة والاستيلاء على القطاع لصالح الولايات المتحدة.
ترامب.. من وعود إنهاء الحروب إلى التصعيد في الشرق الأوسط
في تقرير كتبه الباحث في العلاقات الخارجية ديفيد إغناتيوس، أشار إلى أن ترامب، الذي كان قد تعهد في ولايته الأولى بإنهاء الحروب الأمريكية في الشرق الأوسط، يبدو الآن على وشك الانخراط في أزمة جديدة وخطيرة في المنطقة. إذ إن تصريحاته الأخيرة حول غزة أعادت إشعال المخاوف من خطط تهجير الفلسطينيين، وهو ما أثار ردود فعل غاضبة إقليمياً ودولياً.
يأتي هذا التطور في وقت يشهد فيه الشرق الأوسط حالة من التوتر المتزايد، مع استمرار الحرب في غزة، وارتفاع حدة الخطاب الإسرائيلي بشأن مصير القطاع، وسط تحركات دبلوماسية عربية ودولية لمحاولة احتواء الوضع.
أهداف اللقاء المرتقب
لم يصدر البيت الأبيض حتى الآن بيانًا رسميًا حول أجندة الاجتماع، لكن مصادر مطلعة رجحت أن تكون المحادثات مركزة على مستقبل غزة، والدور الذي يمكن أن تلعبه كل من مصر والأردن في أي ترتيبات أمنية أو سياسية قادمة.
وتعد مصر والأردن من أكثر الدول تأثراً بأي تطورات تتعلق بغزة، حيث تشترك مصر في حدود مباشرة مع القطاع عبر معبر رفح، بينما ترتبط الأردن بعلاقات تاريخية وسياسية وثيقة بالقضية الفلسطينية، إضافة إلى وجود عدد كبير من اللاجئين الفلسطينيين على أراضيه.
مخاوف من تصعيد جديد
تصريحات ترامب الأخيرة أثارت مخاوف كبيرة في الأوساط العربية والدولية، إذ إن أي حديث عن تهجير الفلسطينيين من غزة يعد بمثابة إشعال فتيل أزمة جديدة قد تكون لها تداعيات كارثية.
كما أن فكرة استيلاء الولايات المتحدة على القطاع تبدو غير واقعية من الناحية العملية، لكنها تعكس توجهًا تصعيديًا قد يؤدي إلى تفاقم الصراع بدلاً من تهدئته.
ردود فعل متباينة
حتى الآن، لم يصدر تعليق رسمي من القاهرة أو عمان حول الدعوة الأمريكية، لكن من المتوقع أن تشهد الأيام القادمة تحركات دبلوماسية مكثفة، خاصة أن الدولتين طالما أكدتا على ضرورة إيجاد حل سياسي للقضية الفلسطينية يستند إلى إقامة دولة فلسطينية مستقلة.
في المقابل، حذرت أوساط فلسطينية ودولية من أن أي محاولة لتغيير التركيبة السكانية لغزة بالقوة ستؤدي إلى تداعيات خطيرة، وقد تشعل موجة تصعيد غير مسبوقة في المنطقة.
ختامًا.. هل يتجه ترامب إلى مغامرة جديدة؟
مع تصاعد الحديث عن خطط تهجير الفلسطينيين، واستدعاء ترامب لزعماء مصر والأردن إلى واشنطن، يبقى السؤال الأبرز: هل يسعى الرئيس الأمريكي إلى اختبار حدود نفوذه في الشرق الأوسط عبر مغامرة سياسية جديدة؟ أم أن اللقاء المرتقب سيكون محاولة لاحتواء التوتر المتزايد؟
الأيام القادمة كفيلة بالإجابة عن هذه التساؤلات، لكن من الواضح أن الملف الفلسطيني سيظل في قلب العاصفة السياسية خلال الفترة المقبلة.
عبدالصمد تيطراوي