بينما أطلقت الهند 20 قمر صناعي دفعة واحدة وهي الدولة التي تحتوي على ديانات كثيرة وطوائف وعرقيات عديدة، المشهد عندنا مغاير تماماً لما يحدث في بلاد جانيتو، فنحن لا نملك إلا كابل أنترنت إن لم يقطعه القرش ستُقطع الأنترنت بسبب أو بدونه، فضلاً عن رداءة الخدمة في عهد فرعون، فإن سوء تسيير الغبريطة لقطاعها تسبب في قطع النت، وبعدما عجزنا عن التواصل اجتماعياً على أرض الواقع هانحن نثبت للعالم أننا عجزنا على التواصل إفتراضيا وأننا لا نستحق حتى التواجد في هذا السجن الكبير، وبعد متابعتي لبعض الصفحات على مواقع التواصل الاجتماعي و مقالات على بعض الجرائد لبعض من الذين من المفروض أنهم نخبة، لاحظت أننا لا نحسن إلا لغة التفرقة والتخوين و إذكاء روح الفتنة والجهوية المقيتة والعنصرية المُميتة، فهذا الذي يقول (أن كل مشاكل الوطن تأتي من مكان واحد بينما نحن نكتفي بوضع رأسنا في الرمال كالنعامة) والأخر يصف الأمازيغ بالزواف و لا يعلم معناها ويأتي ثالث ليقول أنه أضاف إلى اسم إبنه محمد إسم اليمان حتى لا يحس إبنه بالغربة في حال رجوعه إلى اليمن……. كما يخرج علينا امازيغي ليقول أن أعظم انتصاراتر المسلمين تحققت بفضل تواجد العنصر الامازيغي معهم، وينطق آخر ليقول أن سبب تأخر هذا الوطن هو استحواذ العرب على الحكم، كل هذه الجعجعة من أجل أن ينتقم كل واحد منهم من أخيه في الدين والوطن (زعما زعما) هذا فضلاً عن الجهوية الجغرافية التي تحدث بين أبناء الجنوب والشمال وبين أبناء الشرق و الغرب، ويحصل الإشتباك وتُهدر الأعراض وتُنتهك الحرومات، ويتحدث بعضهم عن السبي بيننا ويخوض البعض الآخر معارك دونكشوتيه، في أوج هذا التطاحن تجد جريدة رياضية تصدر بغلافات متعددة في نفس العدد مراعاة لشعور كل منطقة، وما هذا إلا تكريسًا لجهوية مقيتة،……. فعلاً لقد نجح الإستعمار والنظام اللاشرعي من بعده في دس روح التفرقة والعنصرية والجهوية حتى أُشربنا العنصرية كما أُشربو بني إسرائيل العجل في عقولهم، ألا يكفينا مانعانيه من الطبقة الحاكمة الجاثمة على صدورنا؟ على الجميع أن يدرك أن الوطن للجميع وليس ملك لأحد دون أخر، و أن الدين ليس حكراً لفئة دون أخرى وأنما الرسالة نزلت للعالمين، و أن الفتنة هذه المرة وفي هذا الوقت بالذات ستكون نتائجها وخيمة ومدمرة وكارثية وقد تأخذ نصف هذا الشعب إلى الهاوية، من أجل ذلك نقول أنه وجب التخندق في خندق واحد والالتفاف حول هدف واحد وهو تحرير الوطن من العابثين به ومن المفسدين وقتلة أبناء الشعب وبنائه من جديد دون الالتفات إلى دكاكين الفتنة.
بقلم فاتح بن حمو