يرتقب أن تصل رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني إلى الجزائر اليوم في زيارة تدوم يومين، (23،22 يناير الجاري) لبحث الشراكة السياسية بين البلدين وقضايا التعاون في مجال الصناعة خاصة صناعة السيارات والتجارة و الطاقة والطاقات المتجددة والأزمة في ليبيا، إضافة إلى ملف الهجرة غير الشرعية.
و كان قد اجتمع في وقت سابق، السفير الجزائري في إيطاليا عبد الكريم طواهرية والأمين العام لوزارة الشؤون الخارجية والتعاون الدولي الإيطالي إيتوري سيكوي، في العاصمة الإيطالية روما، لبحث ملفات التعاون التي ستجرى مناقشتها خلال الزيارة الرسمية التي ستقوم بها رئيسة مجلس الوزراء الإيطالي جورجيا ميلوني، إلى الجزائر ابتداء من اليوم.
و يرى مراقبون ان الزيارة تمثل تأكيدا للمسار الذي سلكه رئيس الحكومة السابق ماريو دراغي، بالمراهنة على الغاز الجزائري لتعويض الغاز الروسي، و إزاحة أي شكوك حول استمرار الشراكة الاستراتيجية بين روما والجزائر العاصمة، بعد صعود اليمين المتطرف إلى الحكم.
و ستسعى ميلوني خلال زيارتها، لبحث ضمان زيادة تدفق الغاز بالكميات المتفق عليها والمقدرة بـ9 مليارات متر مكعب، في ظل تنافس عدة دول أوروبية على التزود بالغاز الجزائري.
حيث ارتفعت إمدادات غاز الجزائر إلى إيطاليا من 21 مليار متر مكعب في 2021، إلى 25 مليار متر مكعب في 2022، ومن المرتقب أن تصل إلى 30 مليار متر مكعب بين 2023 و2024.
وهو ما يفسر سلسلة الزيارات رفيعة المستوى التي تمت بين البلدين خلال العام الماضي، إذ زار الرئيس الإيطالي سيرجيو ماتاريلا الجزائر في نوفمبر 2021، تلتها زيارات لكل من رئيس الحكومة وزراء الخارجة والطاقة الجزائر، فيما زار الرئيس عبد المجيد تبون روما في ماي الماضي، إضافة إلى وزراء الخارجية والطاقة والتجارة والمؤسسات الناشئة.
وتعدّ زيارة ميلوني ثالث زيارة لرئيس حكومة إيطالية إلى الجزائر، في غضون تسعة أشهر، بعد زيارات سابقة قام بها رئيس الحكومة السابق ماريو دراغي إلى الجزائر في 11 إبريل، وزيارة ثانية في نهاية شهر جوتن، تم خلالها التوقيع على اتفاق في مجال الطاقة والغاز يجمع بين شركات أجنبية بقيمة أربعة مليارات دولار، يسمح بزيادة تدفقات الغاز الجزائري إلى إيطاليا.
وفي المجال الأمني تشكل الأزمة الليبية إحدى الملفات الحيوية في العلاقات والمباحثات السياسية بين الجزائر وليبيا، خاصة أن البلدين يتبنّيان موقفاً متقارباً يرتكز على الدفع باتجاه الحل السياسي وتذليل الفوارق لإجراء حوار ليبي ليبي وحث القوى الليبية على إجراء انتخابات تشريعية ورئاسية تسهم في إنهاء أزمة الشرعية والانقسام في البلاد، رغم اختلاف أولوياتهما
وحسب مراقبون فإن إيطاليا والجزائر تجمع بينهما عديد الملفات المشتركة اقتصادية وسياسية وأمنية، ويمكن لروما أن تستغل الوضع الدولي والإقليمي لإعادة التموضع في الجزائر عبر تعزيز المبادلات التجارية وأخذ حصص إسبانيا في السوق الجزائرية، ومنافسة الصين كأول شريك تجاري للجزائر، بل وحتى الفوز بصفقات سلاح في ظل الضغوط الأمريكية على الجزائر لتقليص وارداتها العسكرية من روسيا.
إيمان غليب