أثارت مباراة ثمن نهائي كأس الجمهورية بين مولودية الجزائر وشباب بلوزداد جدلاً واسعًا، ليس بسبب الأداء الفني أو النتيجة، بل بسبب تصرف غير رياضي من قائد فريق المولودية، حيث وثّقت الكاميرات التلفزيونية شتمه للحكم المساعد بعبارات تمس بولادته، دون أن يتخذ الحكم أي إجراء بحقه.
هذا السلوك غير اللائق، الذي صدر أمام الملايين من المشاهدين، يطرح العديد من التساؤلات حول قيم الاحترام والانضباط في الملاعب الجزائرية. فكيف يعقل أن يمر هذا التصرف دون رد فعل من الطاقم التحكيمي؟ وهل يعكس ذلك تساهلًا غير مبرر مع مثل هذه التجاوزات التي تسيء إلى صورة الكرة الجزائرية؟
من جهة أخرى، يثير موقف إدارة مولودية الجزائر استغراب الجماهير والمتابعين، إذ لم يصدر أي بيان رسمي يستنكر تصرف قائد الفريق أو يوضح موقف النادي من هذا التصرف غير الأخلاقي. إن عدم اتخاذ قرارات تأديبية داخلية، مثل سحب شارة القيادة من اللاعب، قد يُفسَّر على أنه تهاون في فرض القيم الرياضية والأخلاقية التي يُفترض أن يتحلى بها أي لاعب، وخاصة قائد فريق يحمل إرثًا تاريخيًا مثل المولودية.
إن الأندية الكبرى لا تبنى فقط على الألقاب والإنجازات، بل أيضًا على القيم والانضباط، ومن المفترض أن تكون مولودية الجزائر نموذجًا في هذا المجال. تجاهل هذه التصرفات وعدم التصدي لها بحزم يفتح الباب أمام تكرارها، ويضعف صورة النادي محليًا ودوليًا.
لذا، فإن مسؤولية إدارة الفريق، والاتحاد الجزائري لكرة القدم، واللجنة التأديبية، باتت واضحة في التعامل مع مثل هذه الحالات وفق اللوائح، لضمان عدم تكرار هذه السلوكيات التي تسيء إلى سمعة الكرة الجزائرية وتؤثر على صورة الأندية العريقة.
محمد لمين مغنين