تصاعدت في الأيام الأخيرة التصريحات العدائية من بعض المسؤولين الفرنسيين تجاه الجزائر، مما أثار العديد من التساؤلات حول تأثير هذا التصعيد على العلاقات الثنائية بين البلدين. يسلط البيان الصادر عن مجموعة “LFI-NFP” الضوء على هذه الظاهرة ويعبر عن قلق عميق حيالها. يندد البيان باستخدام بعض الشخصيات السياسية في فرنسا لخطاب هجومي يمزج بين العدائية واللغة الحربية، وهو ما يهدد بتفاقم التوترات بين فرنسا والجزائر، ويضر بالروابط الإنسانية والتاريخية بين الشعبين.
يتخذ البيان موقفًا حاسمًا ضد التصعيد السياسي الذي يمارسه بعض المسؤولين الفرنسيين، ويعتبر أن هذا الخطاب العدائي ليس مبررًا. يشير البيان إلى أن التصريحات التي تهاجم الجزائر لا تتعلق فقط بقضايا سياسية، بل تتعدى ذلك لتؤثر على ملايين الفرنسيين الذين تربطهم علاقات عاطفية وثقافية وثيقة بالجزائر. يوضح البيان أن هذه التصريحات تُسهم في إثارة مشاعر القلق والتوتر بين الجاليات الجزائرية في فرنسا، مما يخلق مناخًا من الاستفزاز وعدم الاستقرار.
يتطرق البيان أيضًا إلى قضية طرد المؤثر الجزائري المدعو “بوعلام”، حيث يوضح أن التصريحات التي صدرت عنه، والتي تتضمن تحريضًا على العنف، هي أمر غير مقبول. مع ذلك، يؤكد البيان على ضرورة التعامل مع هذه القضايا وفقًا للقانون، دون السماح لها بأن تصبح ذريعة لتصعيد العلاقات بين البلدين. يدعو البيان إلى أن تظل فرنسا ملتزمة بمبادئ حقوق الإنسان وسيادة القانون، وأن تضمن حقوق الأفراد في أي قضية تكون محل جدل.
يبرز البيان أيضًا مسألة الاتفاقيات التي تجمع بين فرنسا والجزائر، مثل اتفاق 1968، الذي ينظم شروط التنقل والإقامة بين البلدين. يؤكد البيان أن هذه الاتفاقيات فقدت كثيرًا من قوتها الفعلية منذ فترة طويلة، ويعتبر أن الهجمات المستمرة ضد هذه الاتفاقيات لن تؤدي إلا إلى زيادة التوترات بين الشعبين. يشير البيان إلى أن هذه الهجمات تثير الجدل وتغذي المشاعر السلبية، بدلاً من تسوية الخلافات القائمة بين البلدين بطريقة بناءة.
يشدد البيان على ضرورة إيقاف التصعيد والابتعاد عن أي شكل من أشكال الهيمنة الاستعمارية في العلاقات بين فرنسا والجزائر. يطالب البيان بأن تكون العلاقات بين البلدين قائمة على الاحترام المتبادل والمساواة، بعيدًا عن أي أجندات سياسية تضر بمصالح الشعوب. يؤكد البيان أن فرنسا يجب أن تركز على بناء علاقات تعاون وتفاهم مع الجزائر والدول الإفريقية الأخرى، بدلاً من الإغراق في صراعات قد تضر بمصالح الجميع.
في الختام، يدعو البيان إلى وضع حد لهذا التصعيد والعودة إلى علاقات قائمة على الاحترام المتبادل والسلام. يطالب البيان بأن يعيش الشعبان الفرنسي والجزائري في جو من التفاهم، بعيدًا عن أي تأثيرات سلبية قد تضر بمستقبل العلاقات بين البلدين. الحرب انتهت منذ أكثر من ستين عامًا، وآن الأوان للبلدين لكي يبنيا معًا علاقات طبيعية قائمة على الاحترام المتبادل والعيش المشترك في سلام.