أكّد المندوب الدائم للجزائر لدى الأمم المتحدة، السفير عمار بن جامع، اليوم الخميس ، خلال جلسة لمجلس الأمن الدولي خُصصت لمناقشة تطورات الوضع في ليبيا، أن هذا البلد الجار يعيش اليوم على مفترق طرق حاسم في تاريخه، يتطلب تدخلاً طارئًا وصارمًا من جميع الجهات الفاعلة، سواء على الصعيد المحلي أو الدولي.
وفي كلمته أمام أعضاء المجلس، شدّد بن جامع على ضرورة العمل المشترك بين الأطراف الليبية وبعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا، من أجل تسوية الخلافات العالقة بشأن القوانين الانتخابية، في خطوة تهدف إلى كسر حالة الجمود السياسي التي تشل المسار الانتقالي في البلاد.
وأشار المندوب الجزائري إلى أهمية احترام اتفاق وقف إطلاق النار المبرم عام 2020، داعيًا جميع الأطراف الليبية إلى الالتزام به والعمل بشكل عاجل على توحيد المؤسسات الأمنية والعسكرية، بما يخدم استقرار ليبيا ووحدتها.
كما دعا بن جامع مجلس الأمن إلى تحمل مسؤولياته التاريخية والوقوف إلى جانب الشعب الليبي، لتمكينه من تحقيق تطلعاته في بناء مستقبل أفضل يسوده الأمن والاستقرار والتنمية.
وفي سياق متصل، شدّد على ضرورة تقديم الدعم الاقتصادي اللازم لليبيا لمواجهة التحديات الخطيرة التي تعصف باقتصادها الوطني، مشيرًا إلى أن إنعاش الاقتصاد يُعد ركيزة أساسية لأي حل سياسي شامل ومستدام.
ولم تغب مسألة السيادة الوطنية عن خطاب الجزائر، إذ جدّد بن جامع مطالبة بلاده بالانسحاب الفوري وغير المشروط لكافة القوات الأجنبية والمرتزقة والمقاتلين الأجانب من الأراضي الليبية، مؤكداً على ضرورة الاحترام الكامل لسيادة ليبيا ووحدتها وسلامة ترابها الوطني.
وتأتي هذه التصريحات في سياق التأكيد المتواصل من الجزائر على دعمها الثابت لجهود المصالحة الليبية – الليبية، ورفضها لأي تدخلات أجنبية من شأنها تعقيد الأزمة أو المساس بسيادة الدولة الجارة.