تلقى رئيس المجلس الأوروبي دونالد توسك اليوم رسالة من تيم بارو سفير بريطانيا إلى التكتل تؤكد عزم لندن الخروج منه.
وتطلق رسالة الإخطار الرسمي التي تسلمها توسك في مكتبه بحضور الصحفيين عملية تستمر عامين لفض الارتباط بين التكتل وبريطانيا بموجب الفقرة 50 من معاهدة لشبونة التي أنشأت الاتحاد.
وكانت رئيسة وزراء بريطانيا تيريزا ماي وقعت رسالة الإخطار يوم الثلاثاء لتدخل البلاد مرحلة مجهولة وعامين من المفاوضات الغامضة التي ستشكل اختبارا لتماسك الاتحاد الأوروبي.
وبعثت ماي بالرسالة إلى توسك بعد تسعة أشهر على الاستفتاء الذي قرر بموجبه البريطانيون الخروج من الاتحاد الأوروبي الذي انضموا إليه عام 1973.
وقالت ماي أمام النواب في البرلمان “المملكة المتحدة تغادر الاتحاد الأوروبي. إنها لحظة تاريخية لا رجعة عنها.”
وفي هذه المرحلة تواجه ماي (60 عاما) مهمة أصعب من أي سلف لها في التاريخ المعاصر تتمثل في الحفاظ على وحدة البلاد في وجه تجدد مطالب الاسكتلنديين بالاستقلال وإدارة محادثات شاقة مع 27 دولة أوروبية في الشؤون المالية والتجارية والأمنية وغيرها من القضايا المعقدة.
وترسم نتيجة المفاوضات مستقبل الاقتصاد البريطاني أكبر خامس اقتصاد في العالم ويبلغ حجمه 2.6 تريليون دولار وستقرر ما إذا كانت لندن ستحتفظ بمكانتها كأحد أكبر مركزين ماليين في العالم.
أما بالنسبة للاتحاد الأوروبي الذي ينوء تحت ثقل الأزمات المتتالية جراء الديون واللاجئين، يشكل خروج بريطانيا أكبر ضربة له خلال ستين عاما من جهود إقامة وحدة أوروبية بعد حربين عالميتين مدمرتين.
وفي غضون 48 ساعة سيرسل توسك مسودة الخطوط العريضة للمفاوضات إلى أعضاء الاتحاد الآخرين البالغ عددهم 27 دولة يلي ذلك اجتماع لسفراء هذه الدول في بروكسل لمناقشة المسودة.
المصدر: وكالات