شهدت الحظيرة الوطنية للقالة انطلاقة ورشة تحضيرية تهدف إلى إعداد ملف تسجيلها كموقع طبيعي على القائمة الإرشادية للتراث العالمي لدى اليونسكو، في خطوة تسعى إلى تعزيز حماية هذا الفضاء البيئي الفريد والترويج له على المستوى الدولي.
إرث طبيعي استثنائي
تعتبر الحظيرة الوطنية للقالة، الواقعة في أقصى الشمال الشرقي للجزائر، واحدة من أغنى المناطق بالتنوع البيئي والبيولوجي، حيث تمتد على مساحة 80 ألف هكتار، وتضم ثلاث بحيرات رئيسية (الطونقة، أوبيرا والملاح)، بالإضافة إلى غابات كثيفة وسواحل صخرية ورملية. هذه الخصائص جعلتها تصنّف كمحمية للمحيط الحيوي من قبل اليونسكو سنة 1990، لكنها لم تحصل بعد على الاعتراف الكامل كموقع تراث عالمي.
تحضيرات تقنية وعلمية
تجمع الورشة التحضيرية خبراء في البيئة، الجيولوجيا، التراث، والقانون، إضافة إلى ممثلين عن القطاعات الوزارية ذات الصلة والمجتمع المدني. وسيتم خلال الأشغال:
تحديث البيانات العلمية حول التنوع البيولوجي والإيكولوجي للحظيرة.
تحليل المخاطر والتهديدات البيئية، مثل التغير المناخي، التوسع العمراني، والصيد الجائر.
إعداد استراتيجية لحماية وتثمين الموقع وفقًا لمعايير منظمة اليونسكو.
أهمية التصنيف على قائمة التراث العالمي
إدراج الحظيرة الوطنية للقالة في قائمة التراث العالمي من شأنه أن يوفر لها حماية دولية، ويدعم جهود المحافظة على توازنها البيئي، إضافة إلى تعزيز السياحة البيئية المستدامة، مما قد يعود بالفائدة على الاقتصاد المحلي.
آفاق وتحديات
بينما يُنظر إلى هذه الخطوة كفرصة ذهبية لحماية الموقع، فإنها تتطلب جهودًا مكثفة لضمان استيفاء الشروط الدولية، خاصة فيما يتعلق بتدابير الحماية والإدارة المستدامة. ويبقى الدور الأساسي للمجتمع المحلي في الحفاظ على هذا الكنز الطبيعي، وضمان استمرارية موارده للأجيال القادمة.
ختامًا، تمثل هذه الورشة خطوة محورية نحو الاعتراف العالمي بالحظيرة الوطنية للقالة، مما يعزز مكانة الجزائر على خارطة التراث الطبيعي العالمي.
محمد الطيب