ما اشد براءتنا حين نظن أن القانون وعاء للعدل والحق ، إنها كلمات محمود درويش حينما فقد الأمل في قوانين التي تسطرها القوى الغربية في سيطرة على العالم ، واليوم أقول كم نحن شعب عاطفي نبكي على فراق أولادنا وليس لنا حيلة إلا الدعاء الله ، نحزن وما الحزن إلا فيروس قاتل يغير لنا الحياة السعيدة ويجعلنا في قافلة الاكتئاب ، من قتل نهال لم يدرك الجاهل الغبي أنه قتل أكثر من 40 مليون جزائري معها ، الجزائر ليست غابة حتى يكون القتل فيها عشوائي بدون أن يحاسب القانون أو نخرج عن دوائر الإنسانية ، هناك حياة في الجزائر وعاطفة وقلب يتحرك من أجل هذه الأرض ، أو لا تعتقدون يا جهلاء وقاتلة الأطفال أننا أحفاد الشهداء ، أي جرأة وأي وقاحة وأي قدرة كانت لكم حينما قتلتم نهال، ألا تخشوا أن الأرض تنشق وتبلعكم، انه العار بنفسه حينما تقتل طفلة صغيرة ابتسامتها ملاك وبكائها يجعل ضمائر البشر تصحا ، بكل برودة تذبح وترمى مثل الكلاب ، وكم من أم تعاطفت مع نهال وكم من أب انكسر لخبر وفاة نهال،من قتلها يريد ترك الرعب في الجزائر ويجعل الشعب يخاف ، تخيل معي الحالة النفسية لعائلتها كيف تكون ، البارحة تجري وتلعب وتبتسم واليوم وبعد بحث طويل قالوا أنها ماتت ، أي قلب يتحمل الخبر وأي عقل يكون جاهز للخبر وأي دموع لا تسقط ، تجف الحياة من الإحساس ويغيب الضحك عن الوجوه ولا تبقى المودة ابدأ ،وهذا ما يجعلنا نطرح سؤال واحد : كيف نعيش حينما نفقد أولادنا بخبر صاعق مثل خبر وفاة نهال .
بعد تصريح وكيل الجمهورية بوفاة نهال ، بدأ المحللون السياسيون والناشطون الحقوقيين حول قضية مطالب الشعب في إعادة قانون الإعدام مجددا لتوقيف هذه الظاهرة التي تهدد استقرار أولادنا، لكن البعض منهم بدأ يرى أن إعادة تفعيل هذا القانون يكون ضد اتفاقية الجزائر سنة 1993 ، والبعض يرى مصلحة الشعب فوق كل اتفاق دولي ،إذن أين الحل هل إعادة نقض معاهدة الأمم متحدة من أجل تحقيق مطالب الشعبية في إعادة حكم الإعدام ، أم تسليط عقوبات قاسية على مرتكبين هذه الجرائم ، لكن لم يضع لنا أحد منهم السلبيات في إعادة فتح قانون الإعدام ولا احد تكلم عن الإيجابيات ،صحيح أن العاطفة جعلتنا نطلب الحكومة بالإعدام لهؤلاء القاتلة من باب البحث عن الاستقرار والقضاء على ظاهرة الرعب ، هناك عدة عراقيل لطلبنا العاطفي من الحكومة الجزائرية ،لكن لما الدولة لا تجعل استفتاء وطني ؟ الكل يصوت فيه بنعم أو لا ، على اقل ديمقراطية تضمن مصداقية القرار ،طالما خرج علينا بعض الأعضاء من منظمة الحقوق الإنسان الدولية يقولون ليس كل الشعب يطالبون بقانون الإعدام ، نبرهن للعالم أن الإعدام ما هو إلا رغبة شعبية جسدت على أرض الواقع باستفتاء حدده الصندوق، لكن هو مجرد اقتراح أن يكون استفتاء وأراه هو الحل الفاصل لمشكلة معرفة نسبة الشعبية التي تطالب فيها كل طبقات الشعبية إعادة حكم الإعدام إلى القانون الجزائري .
علينا أن نعترف طبيعة المسؤول الجزائري غريبة بعض الأحيان ودكتاتورية بنسبة كبيرة ،لم أجد تصريح حكومي حول قضية نهال بعد خبر موتها وكأن نهال ليست جزائرية وكأنها ليست ملائكة ، أظن الشعب ليس له قيمة عند الحكومة إلا في الانتخاب أو تجديد الدستور ، أي نداء ننادي به الحكومة الجزائرية من اجل تحقيق العدالة في قضية مقتل نهال ، أي حروف نتكلم بها أي أفعال نفعلها ، اليأس والحرمان وفقدان الأمل كلها أمراض أوبئة حكومية زرعت فينا ، الخوف من جهة والقتل من جهة أخرى ، يا معشر البشر ألا تخافون من فقدان التوازن الشعبي بعد أن أطلقتم الرعب في نفوس الشعب ، نهال اليوم رحلت وغدا أطفالكم ، ما هو الفرق بين أطفال الفقراء والأغنياء ، هل هو المال ؟ هل هي القوة ؟ صحيح يختلفون في أمور دنيوية لكن كلنا سواسية في الأمور الإلهية ، اليوم خطفت نهال وماتت وغدا أتمنى من كل قلبي أن ينظر رئيس الجمهورية إلى هذه الظاهرة الكبيرة حتى لا نفقد توازن المجتمع ، شرعا القصاص من الأمور الدينية ، لو يحدث الإعدام أكيد قاتلة الأطفال يفقدون البوصلة في نشر رعب والخوف في أوساط الشعبية .
جمال الصغير