يعود الفنان الكوميدي كمال بوعكاز إلى خشبة المسرح الوطني الجزائري هذه الليلة، ليقدم عرضه الفردي “الناعورة” في تمام الساعة العاشرة مساءً، وهو العرض الذي أصبح تقليدًا رمضانيًا منذ عام 2002، إذ يعاد تقديمه في كل موسم، ليطرح بذلك تساؤلات حول مدى قدرة هذا العرض على جذب الجمهور بعد أكثر من عقدين من الزمن.
رغم مرور السنين، يظل “الناعورة” حاضرًا في المشهد المسرحي الرمضاني، ما يثير الفضول حول سر هذا الاستمرار. هل هو نجاح مضمون يعكس رغبة الجمهور في مشاهدة العرض ذاته كل عام؟ أم أن المسرح الجزائري يفتقر إلى التجديد، مما يدفع الفنانين إلى إعادة نفس الأعمال بدل تقديم عروض جديدة؟
البعض يرى أن كمال بوعكاز استطاع بمهارته في التمثيل والتفاعل مع الجمهور أن يحافظ على جاذبية “الناعورة”، حيث يعيد تقديمه بروح متجددة، مستعينًا بأسلوبه الساخر الذي يلامس قضايا المجتمع. بينما يرى آخرون أن تكرار العرض كل رمضان قد يُفقده عنصر المفاجأة والتشويق، ويثير تساؤلات حول قدرة الكوميديا المحلية على التجديد والابتكار.
ومع ذلك، يبقى المسرح الوطني الجزائري وجهة محبوبة خلال الشهر الفضيل، حيث يجتمع عشاق الفن للاستمتاع بالعروض الكوميدية في أجواء رمضانية دافئة. فهل سيحافظ “الناعورة” على مكانته كعرض سنوي مفضل، أم أن الجمهور سيبدأ في البحث عن وجوه كوميدية وعروض أكثر حداثة؟ الإجابة ستكون الليلة، عندما تنطفئ الأضواء، ويبدأ العرض من جديد.