تشهد المسارح الجهوية عبر مختلف ولايات الوطن خلال شهر رمضان برنامجًا حافلًا بالعروض المسرحية الموجهة للأطفال، في مبادرة تهدف إلى تقديم بديل ترفيهي وثقافي يجمع بين المتعة والقيم التربوية.
تنشيط السهرات الرمضانية بعروض تربوية
حرصت العديد من المسارح الجهوية، على غرار مسرح وهران الجهوي ومسرح قسنطينة ومسرح سكيكدة، على برمجة عروض مسرحية تناسب أجواء الشهر الفضيل، حيث تبدأ العروض عادة بعد صلاة التراويح، ما يمنح العائلات فرصة للاستمتاع بليالٍ فنية ممتعة في أجواء عائلية.
تتنوع العروض بين المسرحيات الكلاسيكية المستوحاة من الحكايات الشعبية، والأعمال الحديثة التي تعتمد على أساليب مسرح الطفل المعاصرة، مثل المسرح التفاعلي والعروض الدمى، مما يسهم في إثراء التجربة الفنية للأطفال ويعزز قدرتهم على التفاعل مع الفنون المسرحية.
رسائل هادفة بأبعاد ثقافية وتربوية
تسعى هذه العروض إلى تمرير رسائل هادفة تعزز القيم الأخلاقية والاجتماعية، مثل الصدق، التعاون، التضامن، والحفاظ على البيئة، وذلك بأسلوب مشوّق يجمع بين الفكاهة والمغامرة. كما تعتمد بعض المسرحيات على توظيف التراث الثقافي الجزائري، سواء من خلال الأزياء التقليدية أو الموسيقى المستوحاة من الفلكلور الوطني.
إقبال واسع ودعوات لتوسيع المبادرة
تشهد العروض المسرحية الرمضانية إقبالًا واسعًا من العائلات، خاصة في الولايات الكبرى، ما يعكس تعطش الجمهور للعروض الحية، وضرورة تعزيز برمجة المسرح الموجه للطفل طيلة السنة، وليس فقط خلال المناسبات.
ويطالب بعض المهتمين بالشأن الثقافي بضرورة توسيع هذه المبادرات لتشمل المناطق الداخلية والمحرومة، من خلال تنظيم جولات مسرحية متنقلة تصل إلى أكبر عدد ممكن من الأطفال، وتساهم في تعميم الثقافة المسرحية في جميع أنحاء الوطن.
المسرح في رمضان.. مساحة للإبداع والتواصل
إلى جانب دوره الترفيهي، يظل المسرح فضاءً حيويًا يسهم في تنمية الحس الإبداعي لدى الطفل، كما يوفر فرصة لاكتشاف مواهب جديدة قد تكون نواة لجيل جديد من عشاق المسرح. ويبقى الأمل معلقًا على دعم مثل هذه المبادرات، لضمان استمرارها وتطويرها بما يخدم الثقافة الوطنية ويكرّس المسرح كأداة تربية وتوجيه بامتياز.
محمد الطيب