ما قام به مروان قروابي ليس جديدًا في عالم التمثيل، فقد سبقته أسماء لامعة في الجزائر مثل يحيى بن مبروك في فيلم رحلة المفتش الطاهر، حيث لعب دور عاملة نظافة في الفندق، واشتهر بعبارة “مية وستة”، وكذلك حمزة فغولي الذي قدّم شخصية ماما مسعودة في أعماله الكوميدية.
أما في السينما العربية، فقد قدم عمالقة مثل إسماعيل ياسين، عادل إمام، ومحمد هنيدي شخصيات نسائية في أعمالهم، واستُخدمت هذه الأدوار في سياقات كوميدية دون أن تقلّل من قيمتهم الفنية. وعلى الصعيد العالمي، اشتهر كل من روبن ويليامز في Mrs. Doubtfire، وداستن هوفمان في Tootsie، وإيدي ميرفي في Norbit بأدوار تنكروا فيها بزيّ نسائي، وكانت جزءًا من السيناريو الدرامي دون أن تؤثر على مكانتهم الفنية.
بين حبّ الجمهور والحرية الفنية:
ما زاد من حدّة الجدل حول مروان قروابي هو حمله لاسم والده، الهاشمي قروابي، أحد أعمدة أغنية الشعبي في الجزائر، حيث يشعر بعض محبيه بأنّ أي خطوة يقوم بها ابنه يجب أن تكون بحجم إرثه الفني. هذه المشاعر طبيعية لأن الجمهور يشعر بأن ابن الفنان الكبير هو “ابن الشعب”، ولهذا يعتقد البعض أن له الحق في انتقاده، تمامًا كما يحبّه.
لكن في المقابل، يجب أن نذكّر بأن لكل فنان حريته في اختيار أدواره، وهو مسؤول عن خياراته أمام الجمهور. ومثلما قُدّمت هذه الأدوار في السينما العالمية والعربية دون أن تمسّ من قيمة الممثلين، فإنّ الحكم على مروان قروابي يجب أن يكون بناءً على الأداء الفني وليس فقط على الفكرة المسبقة حول الشخصية التي لعبها.
النقد البناء لا الإقصاء:
النقد جزء من المسار الفني، وكل فنان يواجه موجات من التأييد والانتقاد. لكن الأهم هو أن يكون النقد بناءً وليس تحاملًا، وأن ندرك أن الفنّان مطالب بالإبداع والتجديد، كما أن الجمهور له الحق في إبداء رأيه، شرط أن يكون ذلك باحترام ودون تجريح.
مروان قروابي يبقى فنانًا جزائريًا قدّم أعمالًا أضحكت وأمتعت الجمهور، ويملك موهبة تستحق الدعم والتشجيع. وبالمقابل، فإنّ الانتقادات يجب أن تكون دافعًا له ليعمل أكثر ويثبت نفسه بعيدًا عن ظلّ والده الكبير، لأنه في النهاية، الفنان يُبنى بإبداعه واجتهاده الشخصي.
اسكندر