تستعد تونس لاحتضان فعاليات المهرجان الدولي لسينما الطفولة والشباب بسوسة في دورته القادمة، التي ستقام من 8 إلى 12 أفريل المقبل، حيث يشهد الحدث مشاركة جزائرية متميزة من خلال فيلم التحريك ثلاثي الأبعاد (3D) “الساڨية”، الذي سيدخل غمار المنافسة في المسابقة الرسمية للأفلام الطويلة.
الفيلم، الذي يحمل بصمة سينما التحريك الجزائرية، يعيد تسليط الضوء على واحدة من المحطات المفصلية في تاريخ النضال الجزائري ضد الاستعمار الفرنسي، وهي أحداث ساقية سيدي يوسف التي وقعت في 8 فيفري 1958، حيث تعرضت البلدة الواقعة على الحدود الجزائرية-التونسية لقصف همجي من الطيران الفرنسي، ما أسفر عن سقوط عشرات الضحايا من الجزائريين والتونسيين، بينهم نساء وأطفال.
رسالة تاريخية عبر سينما التحريك
يقدم “الساڨية” قراءة بصرية مبتكرة لهذه الأحداث، مستعينًا بتقنيات التحريك الحديثة لإيصال القصة إلى الأجيال الصاعدة بلغة سينمائية مشوّقة.
ويعد الفيلم نموذجًا لمحاولة إثراء سينما التحريك الجزائرية بمواضيع ذات بعد تاريخي، مما يجعله محطة بارزة في المشهد السينمائي الوطني.
من المتوقع أن يحضر فريق العمل فعاليات المهرجان، حيث ستكون هذه المشاركة فرصة للتعريف بالفيلم أمام جمهور دولي متنوع، خاصة من المختصين في سينما الطفولة والشباب.
كما قد تفتح هذه التظاهرة الأبواب أمام “الساڨية” للعرض في مهرجانات أخرى، مما يساهم في الترويج للسينما الجزائرية عبر تقنيات حديثة.
رهان على التفاعل الجماهيري
في ظل قلة الإنتاجات الجزائرية في مجال سينما التحريك، تأتي مشاركة “الساڨية” لتشكل خطوة واعدة، قد تحفّز على المزيد من المشاريع في هذا المجال. كما تطرح هذه التجربة تساؤلات حول مدى قدرة الأفلام التاريخية ذات الطابع التحريكي على جذب اهتمام الجمهور، خاصة الفئات الشابة، وإيصال الرسالة التاريخية بأسلوب يتماشى مع العصر الرقمي.
تبقى الأنظار موجهة إلى مهرجان سوسة وما قد يحمله من تتويجات لفيلم “الساڨية”، الذي يمزج بين الإبداع السينمائي والتوثيق التاريخي، ليكون شاهدًا جديدًا على مأساة ساقية سيدي يوسف، في ذاكرة الأجيال القادمة.
محمد الطيب