في إطار الاحتفالات الوطنية بشهر التراث الممتد من 18 أفريل إلى 18 ماي 2025، يحتضن مركز الفنون والثقافة بقصر رؤساء البحر – حصن 23 جلسة أدبية مميزة مساء الإثنين 21 أفريل، بالشراكة مع دار النشر البيازين، حيث سيكون الجمهور على موعد مع الكاتبة الواعدة سلمى شرقي لتقديم مؤلفها الجديد بعنوان: “الرايس حميدو، فارس البحار” (Rais HAMIDOU, chevalier des mers).
وتندرج هذه الفعالية الثقافية في سياق التعريف بالشخصيات التاريخية التي صنعت أمجاد الجزائر البحرية، إذ يتناول الكتاب سيرة الرايس حميدو، أحد أشهر قادة الأسطول البحري في تاريخ الجزائر العثمانية، بأسلوب أدبي مشوّق يمزج بين التوثيق والسرد. وتعدّ هذه الجلسة فرصة لاكتشاف جانب من الذاكرة البحرية الوطنية، من خلال قلم أنثوي شاب يُراهن على التاريخ كمجال للإبداع الأدبي.
الجلسة ستكون متبوعة بحصة بيع بالتوقيع، ما يمنح القرّاء فرصة اللقاء المباشر مع الكاتبة وطرح الأسئلة حول مشروعها الأدبي، ضمن أجواء تراثية وثقافية أصيلة في واحد من أبرز المعالم المعمارية للقصبة.
من هو الرايس حميدو؟
الرايس حميدو، واسمه الكامل حميدو بن علي، وُلد في حي القصبة بالجزائر العاصمة حوالي سنة 1770، ويُعدّ من أبرز القادة البحريين في تاريخ الجزائر خلال الفترة العثمانية. التحق بالأسطول البحري وهو في سن مبكرة، وأصبح من قادة البحر الشجعان الذين دافعوا عن سيادة الجزائر في البحر الأبيض المتوسط. اشتهر بمهارته في قيادة السفن وبصلابته في مواجهة القوى الأوروبية، وذاع صيته حتى في بلاطات أوروبا، حيث كانت سفنه تُهاجم السفن المعادية وتؤمّن المياه الإقليمية الجزائرية.
قُتل الرايس حميدو في معركة بحرية ضد أسطول أمريكي سنة 1815، واعتُبر سقوطه خسارة كبيرة للدولة الجزائرية آنذاك. لكنه ظل رمزًا للمقاومة البحرية والسيادة الوطنية، وما زال يُلهم المؤرخين والفنانين والكتّاب حتى اليوم.
وتندرج هذه التظاهرة ضمن فعاليات شهر التراث الذي تشرف عليه وزارة الثقافة والفنون، والذي يسعى إلى تثمين الرموز الوطنية وترسيخ الوعي بتاريخ الجزائر الغني، عبر مبادرات تشرك مختلف فئات المجتمع، خصوصًا الشباب.
محمد الطيب