في تطور جديد يزيد من تأزم الأوضاع في منطقة الشرق الأوسط، أعلن الحرس الثوري الإيراني اليوم عن إطلاق موجة جديدة من الهجمات المركبة بالصواريخ والطائرات المسيّرة استهدفت مواقع عسكرية داخل إسرائيل، في تصعيد وصفته وسائل إعلام محلية بـ”الأخطر” منذ اندلاع المواجهات الأخيرة بين الجانبين.
وبحسب مصادر عسكرية إيرانية، فقد شملت الضربات أهدافاً في منطقة بئر السبع جنوبي إسرائيل، حيث سقط صاروخ بعيد المدى يحمل رؤوسًا حربية متعددة، ما أسفر عن عشرات الإصابات وأضرار مادية جسيمة في عدد من المباني السكنية والمنشآت الحيوية. وأقر الجيش الإسرائيلي في بيان مقتضب بأن “الهجوم شكل تحدياً جديداً لأنظمة الدفاع الجوي، لا سيما استخدام إيران لصاروخ متعدد الرؤوس الحربية”.
تحرك أمريكي مرتقب… وترامب يراقب
في واشنطن، أكدت المتحدثة باسم البيت الأبيض أن الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب، الذي يلعب حالياً دوراً محورياً في السياسة الخارجية الجمهورية، “يتابع عن كثب تطورات الملف الإيراني”، مضيفة أن قراراً حاسماً بشأن الخيار العسكري قد يُتخذ خلال الأسبوعين المقبلين، في حال استمرت طهران في التصعيد.
ورغم أن الإدارة الأميركية لم تصدر حتى الآن موقفًا رسميًا حول الرد المحتمل، إلا أن التوتر المتصاعد يضع واشنطن أمام خيارات حرجة، خاصة مع تنامي المخاوف من انزلاق المنطقة إلى حرب إقليمية شاملة.
تحذير روسي من استخدام نووي تكتيكي
ومن موسكو، جاء التحذير الأبرز على لسان المتحدث باسم الكرملين، الذي وصف التطورات الأخيرة بأنها “تثير القلق على المستوى الدولي”، محذراً من “تطور كارثي” إذا ما صحت التقارير الإعلامية التي تكهنت بنية الولايات المتحدة استخدام أسلحة نووية تكتيكية ضد أهداف داخل إيران.
التحذير الروسي يأتي وسط دعوات متزايدة لاحتواء التصعيد عبر القنوات الدبلوماسية، إلا أن الأجواء المشحونة في المنطقة، والمواقف المتشددة من مختلف الأطراف، تجعل من احتمالية الانفراج أمراً بعيد المنال في الوقت الراهن.