في إطار تعزيز الشراكة الإستراتيجية بين الجزائر وإثيوبيا، أجرى وزير الدولة، وزير الطاقة والمناجم والطاقات المتجددة، السيد محمد عرقاب، يوم الاثنين 24 مارس 2025، محادثات موسعة مع وزير المناجم الإثيوبي، السيد هابتامو تيجيني، في العاصمة أديس أبابا. اللقاء، الذي حضره الرئيس المدير العام لمجمع سوناطراك، السيد رشيد حشيشي، والرئيس المدير العام لمجمع سونلغاز، السيد مراد عجال، إلى جانب عدد من الإطارات الجزائرية والإثيوبية، شكل فرصة لتعزيز التعاون في مجالات المناجم والمحروقات والطاقات المتجددة.
تناولت المباحثات سبل تطوير الشراكة بين البلدين في استكشاف واستغلال وتحويل الموارد المعدنية، لا سيما المعادن الثمينة والنادرة مثل الذهب، الفوسفات، النحاس، والزنك. كما ناقش الطرفان تفعيل مذكرة التفاهم الموقعة عام 2014، والتي تمثل إطارًا قانونيًا للتعاون في التنقيب، نقل التكنولوجيا، التكوين، وتبادل الخبرات. وتم الاتفاق على تفعيل مجموعة العمل المشتركة لإعداد خارطة طريق واضحة للمشاريع المستقبلية، مما يعزز فرص الاستثمار المشترك ويفتح آفاقًا جديدة أمام المؤسسات الجزائرية في السوق الإثيوبية.
وفي سياق متصل، بحث الجانبان فرص التعاون في قطاع المحروقات، حيث استعرض السيد محمد عرقاب الخبرة التي اكتسبتها الجزائر من خلال مجمع سوناطراك في مجالات الاستكشاف والإنتاج، مؤكداً أن الجزائر تمتلك تقنيات متطورة وكفاءات عالية يمكنها دعم إثيوبيا في تطوير قطاعها الطاقوي. كما تطرقت المحادثات إلى إمكانيات الاستثمار المشترك في مجال استكشاف واستغلال النفط والغاز في إثيوبيا، لا سيما في المناطق الواعدة مثل أوغادين، المتيلي، ومتاما. وأكد الوزير استعداد الجزائر لتقديم الدعم التقني والتكوين للجانب الإثيوبي، بما يعزز قدراته في هذا المجال. كما تم التطرق إلى إمكانية إمداد إثيوبيا بالنفط الخام الجزائري والمنتجات البترولية، نظرًا للطلب المتزايد على الوقود في السوق الإثيوبية، حيث اتفق الطرفان على دراسة الجوانب التقنية والتجارية التي من شأنها تسهيل هذا التعاون.
وفي ختام اللقاء، أكد السيد محمد عرقاب أن التعاون الإفريقي يشكل أولوية إستراتيجية بالنسبة للجزائر، وفق رؤية رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، لتعزيز التكامل الاقتصادي داخل القارة. وشدد على أن الشراكة بين الجزائر وإثيوبيا في مجالي المناجم والطاقة ستكون رافدًا هامًا لتحقيق التنمية المستدامة. كما اتفق الجانبان على مواصلة الحوار والتنسيق من خلال تبادل الزيارات التقنية والتجارية، وتعزيز الشراكات بين المؤسسات الجزائرية والإثيوبية، بما يساهم في تطوير التعاون في مجالات الطاقة والمناجم والطاقات المتجددة، ويدعم مساعي البلدين لتحقيق تنمية اقتصادية مستدامة ومتكاملة.