تمكنت الجزائر من الظفر بعضوية مجلس السلم والأمن للاتحاد الإفريقي، وذلك بعد حصولها على ثقة 34 دولة إفريقية خلال الدور الثالث من الانتخابات التي جرت ضمن أشغال المجلس التنفيذي للاتحاد الإفريقي في إنجاز دبلوماسي جديد يعكس المكانة المتقدمة التي باتت تحتلها الجزائر على الساحة الإفريقية.
هذا الفوز المستحق، الذي تحقق وسط منافسة قوية، أبرزها من دولة ليبيا التي لم تحظ سوى بـ15 صوتًا خلال نفس الجولة، يُعدّ تتويجًا للدور المحوري الذي تضطلع به الجزائر في دعم قضايا السلم والأمن عبر القارة الإفريقية، لا سيما في ظل التحولات والتحديات الجيوسياسية التي تشهدها عدة مناطق من القارة.
وتأتي هذه النتيجة لتعزز الثقة التي تضعها الدول الإفريقية في الجزائر، خصوصًا تحت قيادة رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون، الذي ما فتئ يؤكد على ضرورة اعتماد مقاربة إفريقية خالصة في معالجة أزمات القارة، بعيدًا عن التدخلات الأجنبية، مشددًا على أهمية الحوار، الوساطة، والدبلوماسية الوقائية كأدوات لحل النزاعات.
كما يُعد هذا الفوز اعترافًا بجهود الجزائر المتواصلة في دعم الاستقرار والتنمية في دول الساحل، وبدورها الفاعل في ملفات حساسة مثل الأزمة الليبية والمالية، ناهيك عن دعمها المتواصل لحركات التحرر ومرافقة مسارات المصالحة الوطنية في عدة بلدان.
جدير بالذكر أن مجلس السلم والأمن الإفريقي يُعد الهيئة المركزية للاتحاد الإفريقي في مجال تعزيز السلم، الأمن، والاستقرار في القارة، وتضطلع الدول الأعضاء فيه بأدوار حيوية في اتخاذ قرارات استراتيجية تتعلق بإدارة الأزمات والنزاعات، والتنسيق مع المنظمات الإقليمية والدولية.
بذلك، تؤكد الجزائر من خلال هذا المكسب الجديد مكانتها كقوة دبلوماسية ومؤسِّسة في إفريقيا، وتجدد التزامها الراسخ بخدمة القضايا العادلة، والدفاع عن وحدة واستقرار شعوب القارة.