في أجواء موسيقية راقية، شهدت الليلة الثانية من فعاليات الطبعة الرابعة عشرة لمهرجان الموسيقى السيمفونية، عرضًا استثنائيًا قدّمه الثلاثي المكسيكي الذي جمع كلًا من السوبرانو لويسا مورديل، والباريتون كارلوس راينوزو، وعازف البيانو وقائد الأوركسترا رولاندو غارزا رودريغيز، في لقاء فني جمع بين تقاليد الأوبرا الأوروبية ونبض الموسيقى اللاتينية.
واستهل البرنامج بمقتطفات من أعمال كبار المؤلفين، على غرار جول ماسينيه بمقطع “Je suis encore tout étourdie” من أوبرا مانون، متبوعة بعمل حيوي من تأليف روسيني “Che sorte, che accidente” من أوبرا L’occasione fa il ladro. وقد تألقت السوبرانو في أداء مقطع “Si, mi chiamano Mimì” من La Bohème لبوتشيني، فيما كان للحنين نصيب في رائعة “Chi il bel sogno di Doretta” من أوبرا La Rondine.
وفي لمسة من الروح المكسيكية، انتقل الجمهور إلى أجواء أمريكا اللاتينية مع مقطوعة “De oscura noche” لـكارلوس بانياجوا، و”Cantos Negros” للمؤلف فرانشيسكو مارتينيز إي غالناريس، حيث عُزفت أعمال مستلهمة من الشعر الأسود الغنائي، حملت عناوين مثل “Romance de la niña negra” و”Canto Negro”.
وقدّم رولاندو غارزا رودريغيز مقطوعتين من تأليفه، الأولى بعنوان “Poème: Amado Nervo”، والثانية مستلهمة من نصوص سرفانتيس تحت عنوان “Carta de Don Quijote a Dulcinea del Toboso”، في تجربة تمزج بين النصوص الأدبية الإسبانية والموسيقى الكلاسيكية المعاصرة.
ولم يغب الطابع الأوبرالي الأوروبي عن الأمسية، حيث ختم الثلاثي الأمسية بقطعتين من أشهر الأعمال: دويتو “Là ci darem la mano” من دون جيوفاني لموتسارت، و” Lippen schweigen” من أوبريت الأرملة المرحة لفرانز ليهار.
محمد الطيب