تقف، وزارة الصحة وإصلاح المستشفيات عاجزة، أمام انتشار بوحمرون في أوساط المواطنين والتلاميذ، بالرغم من سقوط العديد من الوفيات في عدة ولايات، في وقت يُحذر فيه الخبراء والأطباء من خطر اللقاحات “المغشوشة” التي يتم تسويقها في الجزائر دون حسيب ولا رقيب.
وزير الصحة البروفيسور حسبلاوي، بالرغم من أنه إبن القطاع بل طبيب وله من الخبرة الكافية لتقويم الكثير من الأمور ومعالجتها وفق منطق الأولوية، إلا أن تدخل مصالحه لحد الساعة لم يحتوي الوضع بالعكس فإن هذا النوع من الأوبئة ينتشر، وكأننا في بلد إفريقي يفتقر لكل الأجهزة والمعدات ويلعيش سكانه تحت مستوى الفقر!!.
والأدهى والأمر أن يُرجع وزير الصحة، في تصريح له على هامش زيارته إلى ولاية تيارت، ظهور المرض إلى عدم الحرص على التلقيح بما أنه ظهر في ولايات تُسجل نسبة ضعيفة للتلقيح خلال السنوات الأخيرة، وهو ما تحاول ـ حسبه ـ مصالحه إستدراكه من خلال عمليات التحسيس لتدارك الأمر، في محاولة من الوزير لتبرئة مصالح الدولة ورمي الكرة في ملعب المواطنين الأميين الذين لا يدركون أهمية التلقيح!!.
وكالعادة تأمر الوزارة بفتح تحقيق سيُحفظ في الأدراج لاحقا …هذا التعامل مع الملف الخطير يطرح الكثير من التساؤلات، سواء فيما يخص مدى تحمل الزارة والحكومة عامة مسؤولية وفيات داء البوحمرون، أو حتى مسؤوليتهم في عمليات التلقيح ونوعية اللقاحات المستوردة، لاسيما وأن فرضية عدم فعالية اللقاح المستعمل أثناء حملة التلقيح التي عرفت لغطا كبيرا السنة الماضية تبقى مطروحة بقوة، حسب الخبراء.
وموازاة مع ذلك، تحذّر عمادة الأطباء على لسان رئيسها، بقاط من الخطر الأكبر الذي يشكله العزوف عن التلقيح ضد الحصبة الألمانية وهو ما ينطوي على انعكاسات سلبية بليغة، في ضوء عدم شعور المصابين بأي أعراض مسبقة عكس داء البوحمرون، مشيرا أن مكمن الخطر يتجلى بشكل خاص عند النساء الحوامل، بفعل تسبب هذا الداء في تشوّهات خطيرة ومعقدة للجنين، في وقت تبقى الإستراتيجية التي تتبعتها وزارة الصحة “فاشلة”، وتكللت بفشل ذريع في حملة التلقيح ضد الحصبة والحصبة الألمانية، نقلا عن بقاط.
هبة نور