شهدت سوق الأسهم الأمريكية اليوم واحدة من أسوأ جلساتها منذ جائحة كوفيد-19 في عام 2020، حيث تراجعت قيمة الأصول بنحو 3 تريليونات دولار، مما أدى إلى حالة من الذعر بين المستثمرين وأثار تساؤلات حول مستقبل الاقتصاد العالمي في ظل التصعيد التجاري الأخير.
الرسوم الجمركية تحرك الأسواق نحو الهاوية
يُعزى هذا التراجع الكبير إلى تداعيات الرسوم الجمركية الشاملة التي بدأ تنفيذها أمس، والتي فرضتها الولايات المتحدة على مجموعة واسعة من المنتجات المستوردة، مما زاد من مخاوف المستثمرين بشأن تأثير هذه السياسات على التجارة العالمية وأسعار السلع الأساسية.
وقد أدت هذه التطورات إلى حالة من الإفراط في المضاربة، حيث سعى المستثمرون إلى التخارج من الأصول الأكثر تأثرًا بهذه الرسوم، مما تسبب في عمليات بيع مكثفة في الأسواق. وتأثرت بشكل خاص أسهم الشركات الكبرى التي تعتمد على الواردات أو الأسواق الخارجية، مثل شركات التكنولوجيا والصناعة.
مؤشرات السوق في المنطقة الحمراء
مع إغلاق جلسة اليوم، سجلت المؤشرات الرئيسية تراجعات حادة:
مؤشر داو جونز الصناعي فقد أكثر من 1200 نقطة، مسجلاً أدنى مستوياته في أكثر من عام.
مؤشر S&P 500 انخفض بنسبة 4.5٪، مما جعله على أعتاب سوق هابطة.
مؤشر ناسداك المركب، الذي يضم شركات التكنولوجيا الكبرى، كان الأكثر تضررًا، حيث خسر 5.8٪ من قيمته وسط عمليات بيع واسعة.
هل نحن أمام أزمة اقتصادية جديدة؟
يتخوف المحللون من أن استمرار هذه التراجعات قد يؤدي إلى موجة ركود اقتصادي، خاصة في ظل تشديد السياسات النقدية وارتفاع أسعار الفائدة. ويرى بعض الخبراء أن هذه الخسائر قد تدفع صناع القرار إلى إعادة النظر في السياسات الجمركية، بينما يعتبر آخرون أن السوق بحاجة إلى بعض الوقت لاستيعاب الصدمة قبل العودة إلى الاستقرار.
ردود الفعل والتوقعات المستقبلية
دعا البيت الأبيض إلى الهدوء، مشيرًا إلى أن الرسوم الجمركية تهدف إلى حماية الاقتصاد الأمريكي على المدى الطويل.
في المقابل، حذر الاحتياطي الفيدرالي من التداعيات المحتملة على النمو الاقتصادي والتضخم.
المستثمرون يترقبون بيانات البطالة والتضخم المقبلة لمعرفة ما إذا كانت هذه التراجعات مجرد تصحيح مؤقت أم بداية لأزمة طويلة الأمد.
مع خسارة 3 تريليونات دولار في يوم واحد، باتت الأسواق الأمريكية تواجه اختبارًا حقيقيًا. فهل ستتمكن من التعافي بسرعة كما حدث بعد انهيار 2020، أم أننا أمام مرحلة جديدة من التقلبات الحادة التي قد تؤدي إلى أزمة اقتصادية واسعة؟ الأيام القادمة ستكون حاسمة في تحديد اتجاه الأسواق العالمية.
سكندر