عاد نشاط قوارب الموت إلى الواجهة، ومن خلالها ظاهرة ”الحرڤة” إلى ما وراء البحار، والتي صنعت الحدث هذه الأيام، حيث تحدثت تقارير أمنية عن تسجيل وفيات ومفقودين في عديد الشواطئ التي عرفت هجرة جماعية لشباب وكهول وحتى أطفال ونساء بحثا عن ”جنة”،
لكن هذا الوهم سرعان ما ينتهي إلى التيهان في عرض البحر والموت جوعا أو الغرق، وهو ما أكدته الأرقام المسجلة حاليا، والتي تحدثت عن انتشال العديد من الضحايا إلى حوادث انتهت بفقدان العديد من الحراڤة وسط البحار وانتشال جثث آخرين.
هذا زيادة على لفظ الأمواج لجثث شباب بين الفينة والأخرى، وهو ما يؤكد عودة نشاط شبكات ”الحرڤة”، والتي منها من تستغل مواقع التواصل الاجتماعي لاصطياد الشباب وتهجيرهم بطريقة غير شرعية مقابل مبالغ مالية خيالية هذا الأمر الذي يدق ناقوس الخطر و عبر 6062 مهاجرا من الجزائر نحو أوروبا ما بين شهر جانفي و أوت 2024، من ضمنهم 5245 شخصا من الجهة الغربية للمتوسطي (ولايات وهران، مستغانم، عين تموشنت وتلمسان)، بينما أبحر 752 حراقا عبر المنفذ الأوسط، وفق أحدث إحصائيات وكالة فرونتكس
و صرح فرانتشيسكو خوزيه كليمونت مارتين
أن : ” 800 جزائري حطوا عبر القوارب في الشواطئ الاسبانية، بين الميريا، موريسيا، اليكانت وجزر بيلاراس”
و أضاف عضو المنظمة غير الحكومية “أوريس دال مار”، بأن ” المهاجرين قدموا على متن 50 قاربا، وعددهم الإجمالي 1100، 80% منهم من جنسية جزائرية ”
و في الاخير الهجرة غير الشرعية هي هروباً من الواقع الاليم للعيش في بلدان أخرى لعلى و عسى يجدون كرامتهم و أدنى احتياجتهم و حقوقهم ، لكن تبقى الهجرة غير الشرعية او الحرڤة عبر قوارب الموت ليست حلاً ابداً لنجاة من الظروف التي يمر بها كل مواطن او مواطنة .. فكل من يهاجر بطريقة غير شرعية فإنهم يشترون الموت في وسط البحر بين الامواج و الظلام و البرد ..
قال الله تعالى:
{وَلَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ } {البقرة: 195 }
و يقول تعالى:
{ وَلَا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا {النساء: 29 }