في مشهد إداري غير مسبوق، شهدت ولاية عنابة تحركاً سريعاً وغير متوقع لمسؤوليها، ولكن ليس لحل مشكلات الطرقات أو تحسين الخدمات العامة، بل لاستلام ابن آوى من مواطنة قررت تربيته كحيوان أليف، في تحدٍّ واضح للقوانين البيئية!
المواطنة لم تكتفِ بإيواء الحيوان البري، بل جعلته وسيلة للظهور على مواقع التواصل الاجتماعي، متباهية به أمام متابعيها وكأنها حققت إنجازاً يُحتفى به! فهل بات السعي وراء الشهرة مبرراً لانتهاك القوانين البيئية والمنطق السليم؟
المثير للدهشة أن الحدث حظي بحضور رسمي رفيع، وكأن الأمر يتعلق بحدث دبلوماسي هام، وسط تغطية إعلامية توحي بأن المدينة تخلصت من خطر محدق! ولم يفت الجهات المعنية التأكيد على أهمية ابن آوى في التوازن البيئي، وكأنه كان يطالب بحقوقه عبر منصات التواصل!
جميل أن السلطات سارعت لإعادة الحيوان إلى موطنه الطبيعي، لكن هل نشهد ذات الحماسة والسرعة عندما يتعلق الأمر بتحسين البنية التحتية أو معالجة مشاكل المواطنين اليومية؟ كم من الملفات تنتظر تدخلاً عاجلاً دون أن تحظى بنفس الاهتمام الذي حظي به هذا الحيوان “المحظوظ”!
وفي النهاية، لا يسعنا إلا أن نشكر ابن آوى، الذي استطاع أن يحرك السلطات، ليس فقط لتحريره من قفص الشهرة الإلكترونية، ولكن أيضاً ليعيد تسليط الضوء على الأولويات الغائبة. فهل يكون هذا التحرك بداية لاهتمام مماثل بالقضايا التي تهم حياة المواطنين ومستقبل مدينتهم؟
محمد الطيب