تعرضت ولاية إيليزي، وبالتحديد بلدية برج عمر، لهجوم واسع من أسراب الجراد، التي انتشرت في المنطقة نتيجة للزوابع الرملية والرياح القوية.
فقد صرّح، المسيّرون العاملون بالمستثمرة الفلاحية “لينا تيماسنين” ببرج عمر، أن الجراد لم يتأثر بالمبيدات الحشرية التي تم رشها بشكل مكثف ليلاً ونهارًا، ما يشكل تهديد على المحاصيل الزراعية المختلفة،كما أضافوا أن الجراد يلتهم كل ما هو معرّض للهواء، فقد تسبب في إتلاف معظم محصول البطاطا الذي يمتد على مساحة هكتارين.
كما أكد المسيّرون، على أنهم يواجهون صعوبات في التوفيق بين مكافحة الجراد وإنقاذ ما تبقى من محاصيلهم وبين اخراجها للسوق من أجل البيع،ما ضاعف من حجم الخسائر، كما ناشدوا الجهات المختصة بتقديم الدعم العاجل وتوفير المبيدات الحشرية الفعالة، بالإضافة إلى المساعدة التقنية اللازمة لمواجهة هذه الكارثة.
وفي هذا الصدد، وبعد رصد مجموعات من الجراد عبر الحدود مع مالي والنيجر وليبيا، بالإضافة إلى مناطق في الجنوب الشرقي مثل ورقلة وبسكرة، أعطى وزير الفلاحة والتنمية الريفية، “يوسف شرفة”، تعليمات صارمة لمدراء الفلاحة في 20 ولاية جنوبية معنية مباشرة، وولايات الهضاب العليا بصفة غير مباشرة، للبدء في إجراءات استعجالية لمكافحة انتشار الجراد، وتشمل هذه الإجراءات تزويد الفلاحين بالمبيدات الحشرية، وتجنيد طائرات مسيّرة (درون) وطائرات تقليدية، بالإضافة إلى العمل على تحديد تمركز مجموعات الجراد البالغ قبل أن تتحول إلى أسراب، كما شملت الخطة التعاون مع منظمة الزراعة والأغذية العالمية (فاو) لاستخدام الطائرات المسيّرة في رصد التبييض، بالإضافة إلى تجنيد طائرات من شركة “طاسيلي” ووزارة الداخلية للحد من انتشار هذه الأسراب.
وفي ضوء ذلك، تؤكد الدراسات أن تغيرات المناخ وتوفر الرطوبة والغطاء النباتي في الساحل الإفريقي يمكن أن تؤدي إلى تكاثر الجراد، لذلك، من الضروري مضاعفة الجهود لمكافحة هذا التهديد، لتجنب تكرار الكارثة التي حدثت في عام 2004.