اقترب موعد مهرجان عنابة للفيلم المتوسطي، ولم تتخذ محافظة المهرجان أية خطوة، لتعلن عن بداية استقبال الأعمال، مع العلم أن المحافظ، محمد علال، كان قد صرح في ختام الطبعة السابقة، بأن المهرجان سيحافظ على نفس الموعد، أي شهر أفريل، فهل يكفي شهران للإعداد للمهرجان؟
وحسب مصادر مطلعة ل “الطريق نيوز” فإن المحافظ لم يمنح الضوء الأخضر بعد من الوزارة، ما يجعل من إمكانية تأجيل طبعة هذه السنة أمرا جد وارد، خاصة وأن مشاهدة الأفلام المستقبلة وحدها يمكن أن يستهلك مدة طويلة، دون نسيان الإجراءات التنظيمية.
طبعة أخرى دون قاعات سينما
المتابع للطبعة السابقة من مهرجان عنابة للفيلم المتوسطي، رأى أنها أقيمت في المسرح الجهوي عز الدين مجوبي، بالإضافة إلى فندق سيبوس، وسينماتيك عنابة التي لا تزيد قدرة استيعابها عن 70 كرسيا، ما فرض على مديرية الثقافة تبرير غياب قاعات السينما.
وبدل تقديم تبريرات منطقية، ورسم خطة عمل واضحة المعالم، ضبطت المديرية عقارب ساعتها على المجهول، صحيح أنها قامت باسترجاع سينما “الحجار” التي كانت مسكنا لعائلتين، لكن دور سينما وسط المدينة ما تزال على حالها، فسينما أفريقيا تراكم عليها الغبار، أما أولمبيا تحولت لمقهى كبير يعرض مباريات كرة القدم، وبخصوص الكرامة فهي مغلقة منذ أن قبض على أحد أصحابها وهو يبيع الكيف المعالج داخلها، وبخصوص سينما “المنار” لن نستطيع افادتكم بشيء، لأن الوزير السابق “عز الدين ميهوبي” هو الوحيد الذي يعلم أين ذهبت مليارات ترميمها.
للأسف، كتب على جبين ولاية عنابة أن تستضيف الطبعة القادمة لمهرجان عنابة للفيلم المتوسطي دون قاعات سينما، ومن باب الإنصاف، يجب الإيضاح أن مديريات الثقافة عبر كافة الولايات تعاني من مشكلة واحدة، ألا وهي تحويل ملكية دور السينما من البلديات إلى قطاع الثقافة، مع العلم أن البلديات تقوم بكرائها بالدينار الرمزي لمن هب ودب، ولأناس علاقتهم الوحيدة بالسينما تحتاج لفقرة “الرابط العجيب” لفهمها.
تأجيل في مصلحة الولاية
بين غياب دور السينما في ولاية عنابة، وبين الضوء البرتقالي على ربوة العناصر، هل سيشهد مهرجان عنابة للفيلم المتوسطي تأجيلا طويل الأمد؟ أم هي أشهر فقط؟
إن كان التأجيل لأشهر معدودات، فإن ذلك سيخدم ولاية عنابة الساحلية من الناحية السياحية دون أدنى شك، وقد يساهم تنظيم هذه الطبعة خلال الصيف بزيادة عدد السواح لعاصمة الشرق الجزائري، خاصة وأن الموسم الماضي شهد انخفاضا حادا في عدد المصطافين.