في قاعة السينماتك بالعاصمة، حيث كان من المفترض أن تُضاء الشاشة لتروي قصصًا عن المرأة الفلسطينية ونضالها، عمّ الظلام بدلاً من ذلك، وتم إلغاء العرض السينمائي المنتظر بسبب انقطاع الكهرباء. حادثة غريبة تطرح العديد من التساؤلات حول الاستعدادات اللوجستية لهذه الفعالية المهمة، خاصة وأنها كانت ضمن احتفالات اليوم العالمي للمرأة.
لا مولد كهربائي؟ أم ضعف في التخطيط؟
كيف لمؤسسة ثقافية بحجم السينماتك ألا تكون مجهزة بمولد كهربائي احتياطي لمثل هذه المناسبات؟ هل كان الأمر مجرد خلل تقني غير متوقع؟ أم أن هناك تقصيرًا في التنظيم والتجهيز؟ أسئلة مشروعة تستحق إجابة واضحة، خاصة عندما يتعلق الأمر بفعالية تهدف إلى تسليط الضوء على قضايا المرأة ودورها في المجتمع.
فعالية كان يُنتظر منها الكثير.. لكنها لم تكتمل
كان الجمهور على موعد مع عرض الفيلم الوثائقي “صور نساء شاركن في كل المعارك” للمخرج كريمو بابا عيسى، وهو فيلم يروي قصص نساء ناضلن في مختلف الظروف، ليؤكد أن المرأة لم تكن يومًا على هامش الأحداث، بل كانت دائمًا في قلبها. هذا العرض لم يكن مجرد ترفيه، بل كان فرصة للحوار والتأمل في دور السينما كوسيلة لتوثيق النضال وإبراز قصص النساء الملهمات.
الثقافة تحتاج إلى دعم حقيقي
السينما ليست مجرد شاشة تُعرض عليها الأفلام، بل هي أداة تواصل ومعرفة، وسيلة للحفاظ على الذاكرة الجماعية، وأحد أشكال التعبير الإبداعي التي تستحق كل الدعم والاهتمام. لذلك، فإن ما حدث ليس مجرد انقطاع للكهرباء، بل هو مؤشر على الحاجة إلى تنظيم أفضل ودعم أكبر للمؤسسات الثقافية حتى تتمكن من أداء دورها بفعالية.
في النهاية، تظل التساؤلات قائمة: هل كان بالإمكان تفادي هذا الإلغاء؟ وكيف يمكن ضمان عدم تكرار مثل هذه الحوادث مستقبلاً؟ الثقافة بحاجة إلى بيئة داعمة، لأن إطفاء الأنوار لا يجب أن يكون خيارًا عندما يكون الهدف هو تسليط الضوء على قضايا مهمة.