أطلق أنصار مولودية الجزائر وشباب بلوزداد حملة واسعة عبر منصات التواصل الاجتماعي تدعو إلى التهدئة والمصالحة بين جماهير الفريقين، ونبذ كل أشكال العنف في الملاعب. وقد لقيت هذه المبادرة صدىً واسعًا وتفاعلًا كبيرًا في الأوساط الرياضية والشعبية، وسط إشادة بالمضمون الإنساني والوطني الذي تحمله في مشهد نادر يعكس نضجًا ووعيًا متقدمًا لدى الجماهير الرياضية.
وجاءت الحملة تحت عناوين موحّدة مثل “خاوة خاوة”، و”أبناء الوطن الواحد”، و”الرياضة أخلاق”، داعية إلى تجاوز الخلافات الحاصلة مؤخراً والتي طبعت مباريات الداربي بين الناديين العريقين، والتي تحولت في الفترة الأخيرة من منافسة رياضية إلى مناوشات في المدرجات وفي محيط الملاعب.
وقد عبرت عدد من الصفحات الكبرى الموالية للناديين عن دعمها لهذه المبادرة، معتبرين إياها خطوة في الاتجاه الصحيح تعزز القيم الرياضية، وتفتح الباب أمام جيل جديد من المناصرين يحملون الوعي والروح الوطنية قبل الولاء للنوادي.
وتتزامن هذه الحملة مع اقتراب الداربي الحاسم بين الفريقين اللذان يتنافسان على لقب البطولة خاصة مع الفترة الحساسة التي تحتاج فيها الجزائر أكثر من أي وقت مضى إلى رص الصفوف، ونشر ثقافة الحوار والتسامح بين مكونات المجتمع، خصوصًا أن الملاعب لطالما كانت مرآة لواقع الشارع، وأحيانًا متنفسًا لما يختمر فيه.
وقد تعهّدت الصفحات بمواصلة التعبئة الإيجابية بين الأنصار خلال المباريات المقبلة، والدعوة إلى التشجيع الحضاري والابتعاد عن كل مظاهر التعصب، على أمل أن تكون هذه الحملة بداية حقيقية لعهد جديد في العلاقة بين الفريقين، تسوده الأخوة والاحترام المتبادل خاصة وأن الحملة مرشحة لأن تتحول إلى نموذج وطني يعمم على باقي الملاعب الجزائرية، ويؤسس لثقافة رياضية مسؤولة قوامها التنافس النزيه، والحب الحقيقي للأندية، والولاء الأكبر للوطن.
عبدالصمد تيطراوي