تستعد أوبرا الجزائر “بوعلام بسايح” لاحتضان الدورة الرابعة عشرة من المهرجان الثقافي الدولي للموسيقى السيمفونية، التي ستُقام في الفترة الممتدة من 17 إلى 23 أفريل 2025، بمشاركة كوكبة من أبرز الأوركسترات العالمية، وسط حضور نوعي يضع الجزائر مجددًا في قلب الخريطة الموسيقية الكلاسيكية الدولية.
وأعلن محافظ المهرجان، الموسيقار عبد القادر بوعزارة خلال الندوة الصحفية المقامة صبيحة اليوم، أن افتتاح هذه الدورة سيحمل نكهة خاصة، حيث ستُعزف أغنية “زهرة المدائن” للفنانة فيروز، كتحية موسيقية رمزية تجسّد الحنين والسلام وتفتتح عبرها الجزائر أسبوعًا من السحر السيمفوني العالمي.
حفل افتتاح فخم وتوقيعات عالمية
السهرة الافتتاحية، المزمع تنظيمها يوم الخميس 17 أفريل، ستجمع بين الأوركسترا السيمفونية لأوبرا الجزائر وأوركسترا الحجرة “سيمون بوليفار” القادمة من فنزويلا، البلد الذي سيكون ضيف شرف هذه الدورة، في أمسية يقودها ثلاثي من القادة المتميزين: طفي سعيدي وزهية زيواني من الجزائر، وأنلويس مونتيس أوليفار من فنزويلا.
حضور عالمي متنوّع وسهرات استثنائية
وسيكون الجمهور الجزائري على موعد مع سبع سهرات موسيقية كلاسيكية استثنائية بمشاركة فرق سيمفونية من دول تمثل أربع قارات، من بينها: المكسيك، الدنمارك، جنوب أفريقيا، كوريا الجنوبية، اليابان، أنغولا، ألمانيا، التشيك، بولندا، روسيا، إيطاليا والنمسا، إلى جانب فرق من تونس، مصر وسوريا، ما يعكس الأفق العالمي الذي بلغه المهرجان.
كما ستتوسع الفعاليات إلى ولايات أخرى من الوطن، من خلال تنظيم عروض موسيقية خارج العاصمة، بالقليعة ووهران، في إطار سياسة تقريب الموسيقى الكلاسيكية من الجمهور المحلي وتعزيز التبادل الثقافي.
ورشات تكوينية للمواهب الشابة
وبموازاة السهرات، سيستفيد طلاب المعاهد الجهوية للتكوين الموسيقي من برنامج تكويني متخصص، يشمل ورشات في العزف والأداء، يشرف عليها نخبة من الأساتذة الدوليين، في خطوة تهدف إلى دعم التكوين الفني وصقل المواهب الجزائرية الشابة.
مسيرة مهرجان… من المحلية إلى العالمية
جدير بالذكر أن المهرجان تأسس سنة 2009، تحت إدارة الموسيقار عبد القادر بوعزارة، بعد إنشاء الأوركسترا السيمفونية الوطنية بقيادة المايسترو الراحل عبد الوهاب سليم.
ومنذ انطلاقته، نجح المهرجان في ترسيخ مكانته كأحد أبرز الفعاليات السيمفونية على المستوى الدولي، باستضافته لأشهر الأوركسترات من روسيا، الصين، اليابان، إيطاليا، وغيرها، بالإضافة إلى أسماء بارزة في قيادة الفرق الموسيقية، ما جعله منصة سنوية للاحتفاء برقي الموسيقى الكلاسيكية وتنوّعها الثقافي.
محمد الطيب